إيران تتبع نموذج باكستان وقد تفاجئ العالم بأسلحة نووية وفقاً لهآرتس

كشفت صحيفة هآرتس العبرية أن إيران تتبنى ما وصفته بـ”النموذج الباكستاني” في تعاملها مع ملفها النووي، محذّرة من أنها قد تفاجئ العالم بالإعلان عن امتلاكها سلاحًا نوويًا، في ظل اعتمادها على الغموض الاستراتيجي المتعمد.

إيران تتبع نموذج باكستان وقد تفاجئ العالم بأسلحة نووية وفقاً لهآرتس
إيران تتبع نموذج باكستان وقد تفاجئ العالم بأسلحة نووية وفقاً لهآرتس

المواقف الإيرانية

وأوضحت الصحيفة أن المواقف الإيرانية المتناقضة قبل وأثناء حرب الأيام الـ12 تعكس تحولًا في الخطاب النووي الإيراني، وسط إشارات متزايدة تفيد بأن طهران باتت تمتلك المعرفة الفنية والتقنية اللازمة لصناعة قنبلة نووية، أو على الأقل مكوناتها الأساسية.

وأضافت أن المقارنة مع باكستان ليست عشوائية، مشيرة إلى أن إيران قد تكون أعدت سيناريو مشابهًا لذلك الذي استخدمته إسلام آباد عندما أجرت تجربتها النووية عام 1998، بعد 17 يومًا فقط من تجربة نووية هندية.

تصريحات صالحي تثير الجدل

واستشهدت الصحيفة بتصريحات علي أكبر صالحي، الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، خلال مقابلة متلفزة في مطلع 2024، حيث قال:
“لقد تجاوزنا جميع الحواجز العلمية والتقنية النووية، إذا افترضنا أن السلاح النووي يشبه السيارة، فقد أنتجنا المحرك وعلبة التروس والنظام الكهربائي… كل المكونات الأساسية أصبحت لدينا”

ووصفت الصحيفة هذا التصريح بأنه من أكثر التصريحات وضوحًا في تلميحه إلى قدرات نووية محتملة لدى طهران، رغم أنه لا يؤكد صراحة امتلاك إيران لسلاح نووي.

تشابه مع النموذج الإسرائيلي

وربطت هآرتس بين خطاب صالحي وتلميحات إسرائيلية مشابهة تعود إلى عام 1968، حين قال رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، ليفي إشكول، إن تل أبيب تمتلك المعرفة الفنية لصنع قنبلة ذرية، لكنه تراجع لاحقًا قائلاً إن “الطريق لا يزال طويلاً” لصنع قنابل فعلية.

ورأت الصحيفة أن إيران، مثلما كانت إسرائيل في التسعينيات، تفضل البقاء في “منطقة الغموض”، بحيث تملك القدرة النظرية والتقنية لإنتاج قنبلة، دون إصدار قرار سياسي صريح بذلك.

طهران تحتفظ بخطة تفصيلية جاهزة

وأشارت الصحيفة إلى أن طهران تحتفظ بخطة تفصيلية جاهزة، شبيهة بـ”خطة الطوارئ” الباكستانية، تُمكّنها من الانتقال السريع من الجاهزية النظرية إلى التنفيذ العملي في حال قرر المرشد الأعلى، علي خامنئي، المضي قدمًا نحو امتلاك سلاح نووي.

وأكدت هآرتس أن غياب القرار السياسي لا يعني غياب التحضير الفني، مشيرة إلى أن المشروع الإيراني قد يكون الآن على بعد أسابيع أو أقل من إجراء تجربة نووية فعلية، إذا تم تحديد الموقع وتوفير الظروف المناسبة.

وختمت الصحيفة تحليلها بالقول: “من المنطقي أن تحافظ إيران على مستوى عالٍ من الجاهزية، بحيث يكون كل ما يلزمها لتصبح قوة نووية فعلية، هو مجرد قرار سياسي يُتخذ في لحظة مناسبة”