مع اقتراب نهاية المرحلة الإعدادية، تبدأ الأسر المصرية وطلابها رحلة تفكير عميقة للبحث عن إجابة لسؤال مصيري يتعلق بمستقبل الطالب، وهو: هل يلتحق الطالب بالثانوية العامة التقليدية، أم يختار نظام البكالوريا المصرية الذي تم تطبيقه مؤخرًا في بعض المدارس الحكومية؟

ممكن يعجبك: إجراء 2600 جلسة غسيل كلوي في قنا خلال عيد الأضحى
هذا السؤال أصبح محور النقاشات الأسرية، خاصة مع وجود فروق جوهرية بين النظامين، سواء من حيث طريقة الدراسة أو أساليب التقييم أو الأهداف التعليمية المرجوة.
الفروق بينهم
تعتبر الثانوية العامة النظام الأكثر شيوعًا، حيث تعتمد على دراسة عدد من المواد خلال الصف الثالث الثانوي، وبعد ذلك يخضع الطالب لاختبار نهائي يحدد مستقبله الجامعي.
ورغم أن هذا النظام يتيح اختبارات الدور الثاني في بعض الحالات، إلا أن الضغط النفسي فيه يكون مرتفعًا، نظرًا لاعتماده على امتحان واحد في نهاية العام، مما يجعل مصير الطالب متوقفًا على نتيجة يوم واحد فقط.
أما نظام البكالوريا المصرية، فيوفر تجربة تعليمية مختلفة تمامًا، حيث يدرس الطالب على مدار عامين، في الصفين الثاني والثالث الثانوي، ويختار مسارًا دراسيًا يتناسب مع ميوله واهتماماته، سواء في مجالات العلوم أو الرياضيات أو الفنون أو الأعمال أو اللغات.
الفرق الأساسي في نظام البكالوريا هو التقييم المستمر للطالب، مع إمكانية إعادة الامتحان في بعض المواد لتحسين درجاته، حيث يتم احتساب أعلى درجة يحصل عليها.
كما يركز هذا النظام على تنمية مهارات التفكير النقدي، والبحث، والمشروعات، وهو ما يختلف عن الأسلوب التقليدي المعتمد على الحفظ والتلقين.
عند اختيار النظام الأنسب، ينبغي أن يكون الطالب صريحًا مع نفسه، فإذا كان من النوع الذي يتحمل ضغطًا عاليًا لفترة قصيرة، ويستطيع حسم الأمور في امتحان نهائي، فقد تكون الثانوية العامة أنسب له، أما إذا كان يفضل التقييم التدريجي، ولديه القدرة على الاستمرارية وتنظيم الوقت، فقد يجد في البكالوريا تجربة تعليمية أعمق وأكثر ثراء.
المهم أن يتم اتخاذ القرار بناءً على فهم حقيقي لطبيعة كل نظام، وبمساعدة الأسرة والمعلمين ومرشدي المدرسة، فهذا القرار ليس مجرد اختيار تعليمي، بل هو خطوة حقيقية في رسم مستقبل الطالب الأكاديمي والمهني.
خبير تربوي يكشف مميزات الثانوية العامة وعيوبها مقارنة بالبكالوريا
كشف الخبير التربوي تامر شوقي خلال بيان صحفي له عن عيوب ومميزات البكالوريا ومقارنتها بالثانوية العامة، وجاءت المقارنة كالتالي.
مميزات الثانوية العامة وعيوبها مقارنة بالبكالوريا:
– تناسب أكثر طلاب الإعدادية في النظام القديم ذوي المستوى الضعيف أو العادي لأنها مبنية على نفس تسلسل المناهج القديمة التي درسوها
– تستغرق سنة واحدة فقط وليست سنتين
– عدد المقررات قليل (٥) فقط
– توجد لهذه المقررات امتحانات سابقة وكتب ونماذج استرشادية
– تتيح لطالب العلمي (سواء العلوم أو الرياضيات) الالتحاق بكليات الشعبة الخاصة به فضلا عن كليات القطاع الأدبي
– تسمح لطالب العلمي الذي لا يحب المواد الأدبية بدراسة المواد العلمية فقط دون دراسة المواد الأدبية مثل التاريخ كمادة مضافة لمجموع الثانوية العامة
– تناسب الطلاب الذين لا يحبون اتخاذ مخاطر دراسة مواد أو نظام جديد
– يتوافر للمواد الخاصة بها معلمون لديهم خبرات طويلة
عيوب الثانوية العامة:
– مستقبل الطالب يتوقف على امتحان واحد مما يحمل معه مخاطر كبيرة
– رسوب الطالب في مادة يجعله يدخل دورًا ثانيًا (لا يسمح له بتحسين درجته) بل يمنحه ٥٠% فقط أي درجة النجاح حتى لو كان أجاب كل الأسئلة بشكل صحيح، وإذا رسب في الدور الثاني يعيد السنة مما يتيح له الحصول على الدرجة الفعلية التي حصل عليها في الامتحان بالفعل، مع ذلك قد تكون درجته ٥٠% فقط، ومن ثم أهدرت سنة كاملة بلا عائد عكس البكالوريا
– الضغوط النفسية الكبيرة في تلك السنة
– عدم التوزيع النسبي لدرجات المواد المختلفة بشكل جيد، حيث تخصص للغات ٤٤% من المجموع الكلي مما يجعل مستقبل طالب أي شعبة متوقفًا على درجاته في المواد العامة التي قد لا يكون متميزًا فيها وليس مواد التخصص المتميز فيها، بينما توزيع الدرجات في البكالوريا أكثر عدلاً حيث تخصص لكل مادة ١٦.٦%
– انخفاض المجموع الكلي ٣٢٠ درجة فقط للثانوية العامة يعرض الطالب لمخاطر نقص درجات كثيرة حال وقوعه في أي أخطاء، عكس البكالوريا التي يصل مجموع درجاتها إلى ٦٠٠ درجة، وبالتالي تكون أخطاء الطالب في الامتحان أقل تأثيرًا
– عدم المرونة بحيث لا يمكن للطالب التحويل بين الشعب، بينما يمكن للطالب الجمع بين أكثر من مسار
– المناهج تقليدية وأقل ارتباطًا بالتخصصات الحديثة بالجامعات، بينما مناهج البكالوريا أكثر حداثة وارتباطًا بالتخصصات الجامعية الحديثة وتمهد لها
ممكن يعجبك: محافظ الشرقية يبارك لإبراهيم محمد بفوزه بالمركز الثالث في التحدث بالفصحى