في خطوة تعكس تصعيدًا ملحوظًا في السياسات الحمائية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض تعريفات جمركية بنسبة 50% على النحاس عالميًا، ولم يكتفِ بذلك بل هدّد أيضًا بفرض رسوم تصل إلى 200% على الأدوية، مع إمكانية فرض رسوم إضافية بنسبة 10% على الدول التي وصفها بـ”المنحازة لبريكس”.
مواضيع مشابهة: أسعار الدواجن الحية تنخفض 6.5 جنيه في الأسواق اليوم الأحد
تأثير قرارات ترامب بفرض 50% على النحاس وتهديده على الاقتصاد المصري
هذا التحوّل الكبير يثير تساؤلات هامة حول تبعاته على اقتصاديات الدول النامية، ومنها مصر.
ويرى الخبير الاقتصادي هاني أبو الفتوح أن التأثير على مصر قد يتوزع على ثلاثة مستويات.
شوف كمان: زيادة أسعار السجائر الشعبية بمقدار 4 جنيهات خلال أيام
أولاً، إذا طُبقت الرسوم على النحاس، فسيتأثر قطاع الصناعات التحويلية والمعمارية في مصر، خاصة مع اعتمادنا على النحاس المستورد، ما سيؤدي إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج، وبالتالي قد نشهد ضغطًا تضخميًا جديدًا.
ثانيًا، التهديد بفرض تعريفات على الأدوية قد يصيب سوق الدواء بالاضطراب، خاصة أن مصر تستورد نسبة كبيرة من المواد الخام من دول تتعامل مع الولايات المتحدة، ما قد يؤدي إلى تضاعف الأسعار أو نقص المعروض.
ثالثًا، أما التهديد بفرض رسوم على “الدول المنحازة لبريكس”، فهو يوجه رسائل سياسية أكثر منها اقتصادية، ولكنه قد يؤثر على الشراكات الجديدة التي تبنيها مصر مع الصين وروسيا والهند في مجالات الطاقة والبنية التحتية، وهو ما قد يضع مصر أمام تحدي الموازنة بين مصالحها الإستراتيجية ومخاطر التلويح الأمريكي بالعقوبات.
وأضاف أبو الفتوح في تصريح خاص لـ “نيوز رووم” أن تلك القرارات تعكس اضطرابًا في قواعد النظام التجاري العالمي، وتجعل من الضروري أن تراجع مصر أولوياتها وتتحرك بمرونة لحماية مصالحها الوطنية.