يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “نزيفًا” في شعبيته بين عدة فئات ديموغرافية، وتبدو الأزمة الأكبر بين الناخبين من أصل أفريقي، رغم المكاسب الملحوظة التي حققها ترامب في انتخابات العام الماضي داخل هذه الفئة الديموغرافية.

شوف كمان: ترامب يعبر عن غضبه تجاه أسئلة الصحفيين بعد تقارير عن فشل الضربة على المنشآت النووية الإيرانية
ووفقًا لموقع “ذا هيل” الأمريكي، أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن الناخبين الأمريكيين من أصل أفريقي يعارضون ترامب بشكل أكبر من الفئات الديموغرافية الأخرى.
كما أظهرت نتائج استطلاعات الرأي التي أجراها مركز “ديسيجن ديسك” أن أكثر من 70% من الناخبين الأمريكيين من أصل أفريقي لا يوافقون على أداء ترامب.
بينما يوافق عليه حوالي الربع فقط، مما يجعله في واحدة من أضعف مواقفه مع هذه الفئة منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير.
وعلى الجانب الآخر، أبدى الناخبون من أصل أفريقي دعمهم لنائبة الرئيس السابقة والمرشحة الديمقراطية لسباق البيت الأبيض 2024 كامالا هاريس، ورغم ذلك حقق ترامب تقدمًا ملحوظًا في استطلاعات الرأي العام الماضي.
وحصل ترامب على حوالي 15% وفقًا لدراسة أجراها مركز بيو للأبحاث، أي ضعف النسبة التي حصل عليها في عام 2020.
توسع تحالف الجمهوريين
روّج الجمهوريون لهذه النتيجة باعتبارها علامة على توسع تحالفهم، لكن الأرقام الأخيرة تشير إلى المخاطر التي تواجه ترامب والحزب الجمهوري مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي لعام 2026 وما بعدها.
من جانبه، قال مدير علوم البيانات في مركز ديسيجن ديسك، سكوت ترانتر: “شهدنا انخفاضًا في نسبة تأييده الإجمالية، ولا بد أن هذا الانخفاض ناجم عن سبب ما، يُعدّ تصويت الأمريكيين من أصل أفريقي أحدث تصويت له، ومن المرجح أن يكونوا أول من يتراجع”
حاليًا، يستقر معدل تأييد ترامب الإجمالي عند (-7) وفقًا لأحدث متوسطات استطلاعات الرأي، بعدما كان يتمتع بدرجات أعلى من المعدل في الأسابيع التي تلت توليه منصبه في يناير.
بلغ مستوى عدم التأييد لترامب ذروته في أبريل، ثم تعافى قليلاً في مايو وأوائل يونيو الماضيين، لكنه انخفض مجددًا في يوليو الجاري.
بين الأمريكيين من أصل أفريقي، بلغت نسبة التأييد الصافي لترامب (-47) في إجمالي استطلاعات الرأي التي أجراها “ديسيجن ديسك” منذ منتصف يونيو، حيث ارتفعت نسبة عدم تأييده من حوالي 63% إلى حوالي 72% بزيادة تقارب 20 نقطة عن أول أسبوعين له في منصبه.
قال ترانتر: “إن حركة الأمريكيين من أصل أفريقي قابلة للقياس، وهي ذات دلالة”، وأضاف: “إنه في نفس مستوى شعبيته بين الأمريكيين من أصل إسباني تقريبًا كما كان يوم التنصيب، لكن من الواضح جدًا أنه خسر بين الأمريكيين من أصل أفريقي”
تحول كبير من الناخبين ذوي أصل أفريقي
لم تأت مكاسب ترامب في نوفمبر 2024 من فراغ أو دفعة واحدة، ففي حين أن الغالبية العظمى من الناخبين من أصل أفريقي هم ديمقراطيون أو ذوو ميول ديمقراطية، إلا أن التفوق الذي حققه الحزب على مدى عقود ضعف إلى حد ما بناءً على استطلاعات الرأي وبعض نتائج الانتخابات.
وأرجع الجمهوريون مكاسبهم إلى شعور بعض الناخبين من أصل أفريقي بأن الديمقراطيين اعتبروا دعمهم أمرًا مفروغًا منه دون معالجة احتياجاتهم تحديدًا.
وقالت مديرة الإعلام للأمريكيين من أصل أفريقي، جانيا توماس، في حملة ترامب 2024: “يمثل الأداء التاريخي للرئيس مع الناخبين من أصل أفريقي تحولاً كبيراً في مجتمعنا”
وأوضح الخبير الاستراتيجي الجمهوري، مالك عبدول، أن هناك زيادة في دعم السود للمرشحين الجمهوريين منذ عام 2018 على الأقل، مما يُشير إلى أن التغيير لا يتعلق بترامب بقدر ما يتعلق بالحزب.
من نفس التصنيف: وثائق سرية تكشف عن أوامر استخباراتية لخطف أطفال المعتقلين خلال حكم الأسد
لكنه اعتبر أن هناك سوء فهم من جانب ترامب والحزب الجمهوري حول ما يجب أن يتعلموه من الزيادة، حيث افترضا خطأً أن الناخبين الجدد الذين اكتسبوهم سيبقون.