أشار الدكتور أحمد الإمام، الخبير الاقتصادي، إلى أن الزيادة الملحوظة في واردات مصر من الغاز الطبيعي خلال الأشهر الأخيرة تعكس وجود فجوة متزايدة بين الإنتاج المحلي والطلب، خاصة مع ارتفاع الاستهلاك في فصل الصيف.

اقرأ كمان: مزاد حكومي كبير للبضائع .. فرصة استثمارية قد تجعلك مثل “عبد الغفور البرعي”
وأوضح أن قفزة واردات الغاز المسال بنسبة 79.1% في أبريل 2025 مقارنة بالعام السابق تعكس الضغوط على شبكة الإمداد، كما تعيد مصر إلى مرحلة الاستيراد بعد أن كانت مُصدِّرًا صافياً للغاز، مما يستدعي مراجعة عاجلة لخطط تنمية الحقول وزيادة الاستثمارات في الإنتاج المحلي.
وأشار إلى أن الاعتماد على استيراد ما بين 155 و160 شحنة غاز مسال هذا العام يمثل عبئًا ماليًا على الموازنة العامة، ويؤثر سلبًا على رصيد العملات الأجنبية، خصوصًا مع ارتفاع أسعار الشحن والتأمين في السوق العالمية.
شوف كمان: “الشروق” تعلن عن دفعة جديدة لتقنين أوضاع الأراضي السكنية بالمدينة بالأسماء
وأضاف الإمام أن الدولة تتحرك بمرونة لمواجهة هذا الوضع عبر تنويع مصادر الإمداد، بما يشمل الغاز الإسرائيلي وشحنات الغاز المسال، لكنه شدد على ضرورة الإسراع في تنمية الاكتشافات الجديدة مثل “نرجس” و”توسكانا”، وتحسين كفاءة منظومة الاستهلاك، وتوسيع استخدام الطاقات البديلة، لضمان أمن الطاقة وتقليل الاعتماد على الاستيراد في المدى المتوسط والطويل.
في سياق آخر، تواصل شركة البرلس للغاز تحقيق نتائج إيجابية، حيث نجحت في إدخال البئر التنموي “سبارو ويست-1” إلى خريطة الإنتاج ضمن المرحلة الحادية عشرة من مشروع تنمية منطقة غرب دلتا النيل البحرية العميقة (WDDM)، والذي تديره شركة رشيد للبترول، في شراكة ناجحة مع شركتي شل وبتروناس.
إضافة البئر الثاني “سبارو ويست-1” إلى خريطة الإنتاج
يُعتبر “سبارو ويست-1” ثاني الآبار التي تم ربطها بالإنتاج ضمن هذه المرحلة، بعد النجاح الذي تحقق في البئر الأول “سيينا دي إي”، وذلك في إطار خطة تطوير تهدف إلى إضافة ما يصل إلى 130 مليون قدم مكعب يوميًا لإنتاج الشركة من الغاز الطبيعي.
وقد أظهرت نتائج الاختبارات الأولية للبئر “سبارو ويست-1” توافقها مع التقديرات الفنية، بمعدل إنتاج مستهدف يبلغ نحو 40 مليون قدم مكعب من الغاز يومياً، ومن المتوقع أن يسهم هذا البئر في تعزيز كفاءة شبكة الإنتاج وتحسين أداء الآبار المجاورة.
وبهذا الإنجاز، تكون الشركة قد نجحت في إضافة 80 مليون قدم مكعب يومياً من الغاز خلال فترة لا تتجاوز ثلاثة أسابيع، من خلال البئرين الأول والثاني، مما يعكس الالتزام الكامل بسرعة التنفيذ وتحقيق أعلى مردود إنتاجي ممكن.
ويُجرى حالياً تسريع الأعمال الخاصة بالبئر الثالث من نفس المرحلة، تمهيداً لوضعه على الإنتاج خلال سبتمبر المقبل، في خطوة تستهدف دعم شبكة الإمدادات المحلية، خصوصًا في موسم ذروة الاستهلاك الصيفي، إلى جانب تقليل الاعتماد على الاستيراد وتنويع مصادر الإمدادات للشبكة القومية للغاز الطبيعي.
تؤكد وزارة البترول والثروة المعدنية في هذا السياق التزامها بدعم خطط شركات الإنتاج وتحفيز الاستثمار في قطاع الغاز الطبيعي، مع تعزيز الشراكات مع شركات الطاقة العالمية العاملة في مصر، بما يُسهم في رفع كفاءة التشغيل وزيادة الاعتماد على الموارد المحلية، وتوفير بيئة مواتية لضخ المزيد من الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي.