أكد الدكتور محمد عثمان، الباحث في العلاقات الدولية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يستحق بأي حال من الأحوال جائزة نوبل للسلام، وذلك نظرًا لسجله الدولي الكارثي سواء خلال ولايته الأولى أو في فترته الحالية.

شوف كمان: إسرائيل تمنع وفد وزاري عربي من دخول رام الله في تصعيد خطير ضد الشرعية
وأضاف الدكتور محمد عثمان في تصريح خاص لموقع نيوز رووم، أن ترامب لم يحقق أي اختراق فعلي في ملفات الصراعات القائمة حول العالم، مشيرًا إلى القضية الفلسطينية، حيث كانت مقاربة ترامب تقوم على الالتفاف على الحقوق الفلسطينية من خلال دفع مسار التطبيع العربي الإسرائيلي وتجاهل مقررات الشرعية الدولية بشأن حل الدولتين، وعمل على تهميش هذا الحل لصالح توسع إسرائيلي ممنهج وتصفية تدريجية للوجود الفلسطيني.
حرب الهند وباكستان
وفيما يتعلق بصراع الهند وباكستان، أشار عثمان إلى أن ترامب لعب دورًا محدودًا في نزع فتيل التصعيد بين الطرفين، لكنه لم يستطع التوصل لأي حل لقضية كشمير أو الخلافات بشأن نهر السند، ولا حتى تقديم صيغة للتعامل مع القضايا الأمنية العالقة.
حرب روسيا وأوكرانيا
وفي الملف الأوكراني، أوضح عثمان أن الرئيس الأمريكي قام بتحويل واشنطن من طرف بالوكالة إلى وسيط، لكنه لم يقدم حلولًا تراعي مصالح الأطراف الروسية والأوكرانية، وتجاهل الجانب الأوروبي وأقصى الصين، ما أدى إلى تصاعد الحرب مجددًا، بل عادت الولايات المتحدة تدريجيًا إلى موقع الطرف بدلاً من الوسيط، خاصة مع إعلان ترامب الأخير بشأن تجديد إمدادات السلاح لأوكرانيا.
كما لفت الباحث إلى أن ترامب فشل في التوسط لحل أزمة سد النهضة خلال فترته الأولى، ويتجاهل حاليًا النزاعات الدموية في السودان وميانمار، في حين أن الاتفاق الإطاري الذي ساهم في التوصل إليه بين الكونغو الديمقراطية ورواندا لم تظهر له بعد أي مؤشرات جادة على إحلال السلام في منطقة البحيرات العظمى.
وتابع: “ترامب قاد مؤخرًا حربًا خاطفة ضد إيران بالتعاون مع إسرائيل، في توقيت حساس تزامن مع مفاوضات نووية كانت جارية، ثم عاد ليتبنى خطاب التهديد والوعيد، مخيرًا طهران بين الانصياع للشروط الأميركية أو العودة إلى الحرب”
مقال مقترح: من هو حمد الزعابي سفير الإمارات لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية؟
ترامب والحرب التجارية
وفي الجانب الاقتصادي، قال إن حروبه التجارية كانت سببًا رئيسيًا في زعزعة الاستقرار العالمي، وساهمت في تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين.
وختم الدكتور محمد عثمان بالقول: “رجل بهذا السجل المليء بالإخفاقات والصراعات لا يمكن اعتباره صانع سلام بأي شكل، ومع ذلك، لن أندهش إن حصل على نوبل في نهاية المطاف، فقد سبق أن مُنحت الجائزة لعدد من القادة والأشخاص الذين لا يستحقونها، وهو ما أفرغها من مضمونها وجعلها تفتقر للمصداقية”
الدكتور محمد عثمان الباحث في العلاقات الدولية.