بين البروتوكول والسلطة.. هل تؤثر سارة نتنياهو على القرارات من وراء الكواليس؟

أثارت زيارة سارة نتنياهو، زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى واشنطن هذا الأسبوع، موجة جديدة من التساؤلات حول حجم دورها وتأثيرها في الحياة السياسية الإسرائيلية، خاصة مع ظهورها المتكرر في مناسبات رسمية بارزة، كالعشاء أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومرافقة زوجها في زيارة إلى البنتاجون.

بين البروتوكول والسلطة.. هل تؤثر سارة نتنياهو على القرارات من وراء الكواليس؟
بين البروتوكول والسلطة.. هل تؤثر سارة نتنياهو على القرارات من وراء الكواليس؟

“زوجتي وأنا”… أكثر من مجرد تعبير؟

ودائماً ما يستخدم بنيامين نتنياهو عبارة “زوجتي وأنا” في كثير من تصريحاته، وهو أمر يرى فيه مراقبون إشارة واضحة إلى أن لسارة نتنياهو موقعاً يتجاوز الدور التقليدي لزوجة رئيس الوزراء، كما أن ظهورها المتكرر في زيارات رسمية، وآخرها أثناء المحادثات بين نتنياهو والرئيس الأمريكي بشأن اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في غزة، يعزز هذه الانطباعات.

على طاولة ترامب وفي أروقة البنتاجون

وقد شاركت سارة الثلاثاء في عشاء رسمي وجهاً لوجه مع دونالد ترامب، أعقبه بعد يومين ظهورها إلى جانب زوجها في البنتاجون خلال اجتماعات مع وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث وزوجته، وقد دفعت هذه المشاهد الصحافة الإسرائيلية إلى تسليط الضوء مجددًا على دورها “الخفِي والظاهر” في اتخاذ القرارات، خصوصاً في ظل أزمات سياسية وأمنية معقدة.

شبهات وتأثيرات وراء الستار

وسبق أن خضعت سارة نتنياهو لتحقيقات متعددة في قضايا فساد واحتيال، إضافة إلى استجوابها في ملفات ترتبط بمحاكمة الفساد الجارية ضد زوجها، ورغم نفي رئيس الوزراء المتكرر لتدخلها في تعيينات أو قرارات سيادية، إلا أن تقارير إعلامية وشهادات مسؤولين سابقين أظهرت عكس ذلك، بما في ذلك مزاعم توقيع عقد يضمن لها دورًا في تعيين رؤساء الأجهزة الأمنية.

هل تتحكم سارة بمفاتيح الحكم؟

وقد أعلن مكتب رئيس الوزراء نتنياهو عشية زيارته إلى واشنطن، استقالة المتحدث باسمه، عومر دوستري، وسط تقارير صحفية تربط القرار بتدخل سارة، ورغم صدور نفي رسمي بشأن ضلوعها، فإن هذه الحادثة أعادت إلى الأذهان الاتهامات القديمة حول تدخلها المتكرر في الشؤون الحكومية.

“رئيسة الوزراء الفعلية”

ووصف الصحفي والمحلل السياسي بن كسبيت سارة نتنياهو بـ”رئيسة الوزراء الفعلية”، مؤكدًا أن نفوذها أصبح جزءًا من المشهد السياسي الإسرائيلي، بل وذهب أبعد من ذلك بالقول إن “القيادة الإسرائيلية تم تفكيكها لصالح إدارة عائلية فوضوية”، وقد زادت هذه التصورات عندما صحّحت سارة، خلال لقاء مصوّر، عدد الرهائن الأحياء في غزة، ما أثار شكوكا بأنها مطلعة على معلومات استخباراتية سرية.

ورغم الجدل المستمر، يواصل نتنياهو الدفاع عن زوجته، واصفًا إياها في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز بأنها “شريكة رائعة”، وفي ظل التصعيد المستمر في غزة، والانقسامات السياسية في إسرائيل، يبدو أن دور سارة لم يعد يُختزل في الصورة البروتوكولية، بل بات يعكس نفوذاً غير رسمي لكنه محسوس في دوائر صنع القرار.