بدأ مقاتلو حزب العمال الكردستاني، يوم الجمعة، في تسليم أسلحتهم وإحراقها خلال مراسم رمزية أُقيمت شمالي العراق، حيث تمثل هذه الخطوة بداية فعلية نحو تحقيق تعهد الحزب بالتخلي عن العمل المسلح في إطار عملية السلام الجارية مع تركيا.

شوف كمان: عطل عالمي يؤثر على منصة التواصل الاجتماعي “اكس” فما السبب؟
استجابة لدعوة أوجلان
تأتي هذه الخطوة التاريخية استجابة لدعوة زعيم الحزب المسجون، عبد الله أوجلان، الذي دعا في فبراير الماضي إلى عقد مؤتمر للحزب بهدف حله رسميًا ونزع السلاح، وفي رسالة مصورة بُثّت الأربعاء، جدد أوجلان دعوته قائلاً: “أؤمن بقوة السياسة والسلم الاجتماعي، لا الأسلحة”
شوف كمان: جماعة الحوثي تعلن غرق الناقلة «ماجيك سيز» بعد استهدافها أمس
أقيمت المراسم في المناطق الجبلية القريبة من مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق، الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي، وبحسب وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، فإن العملية ستتم على مراحل، حيث تبدأ بنزع رمزي للسلاح من عدد من المقاتلين، على أن تُستكمل بحلول سبتمبر المقبل.
أفادت مصادر محلية بأن نحو 30 مقاتلاً شاركوا في المراسم التي غاب عنها الصحفيون، بينما حضرها ممثلون عن الاستخبارات التركية، والحكومة الكردية الإقليمية، وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، وحزب المساواة والديمقراطية للشعوب المؤيد للأكراد.
يمتلك الحزب قواعد في المناطق الجبلية شمالي العراق منذ عقود، وقد تعرضت هذه المناطق لعدة هجمات وغارات من القوات التركية، مما أدى إلى إخلاء عشرات القرى.
في مايو الماضي، أعلن الحزب المحظور في تركيا عن قراره بحل نفسه والتخلي عن الكفاح المسلح، منهياً بذلك أربعة عقود من الصراع الدموي مع الدولة التركية.
حزب العدالة والتنمية التركي يرحب بالخطوة
في أنقرة، رحب حزب العدالة والتنمية الحاكم بهذه الخطوة، حيث قال المتحدث باسمه، ونائب رئيس الحزب، عمر تشيليك، إن عملية تسليم الأسلحة تمثل بداية لتحقيق هدف “تركيا بلا إرهاب”، مضيفًا أن مؤسسات الدولة، بتوجيه من الرئيس رجب طيب أردوغان، تواصل جهودها لتحقيق هذا الهدف على الأصعدة الدبلوماسية والأمنية والاستخباراتية.
أوضح تشيليك أن البلاد تجاوزت “عتبة حرجة”، مشددًا على ضرورة استكمال العملية وإنهاء جميع فروع الحزب وهياكله غير القانونية.
من جهته، وصف مسؤول تركي رفيع عملية نزع السلاح بأنها “نقطة تحول لا رجوع عنها”، مؤكدًا أنها تفتح الباب أمام الاستقرار والمصالحة في المنطقة، وحماية أرواح المدنيين، وإنهاء الصراع الذي استمر لعقود.
وفقًا للمسؤول، فإن نزع السلاح يمثل المرحلة الثالثة من خمس مراحل متفق عليها في إطار عملية السلام، وتشمل المراحل القادمة إعادة دمج المقاتلين في المجتمع، ومعالجة الانقسامات المجتمعية، وتعزيز المصالحة الوطنية.
في خطوة رمزية، قام عدد من مقاتلي الحزب بتسليم أسلحتهم بالقرب من أحد الكهوف شمالي العراق، في مشهد يمثل نهاية مرحلة طويلة من التمرد والعنف، وبداية لمسار جديد نحو السلام الدائم.