نفت الحكومة السورية، ممثلة في وزارة الإعلام، اليوم الجمعة، صحة التقارير التي تحدثت عن نيتها اتخاذ إجراءات تصعيدية ضد لبنان، على خلفية ما وصفته مصادر إعلامية بـ”تجاهل السلطات اللبنانية لملف المعتقلين السوريين”.

مقال له علاقة: بعد فرض الرسوم الجمركية .. العراق يواجه التحدي الاقتصادي لترامب
وأكدت دمشق في بيان رسمي، أن “ما يتم تداوله لا يعكس موقف الحكومة السورية”، مشددة على أن أولويتها الحالية هي معالجة ملف الموقوفين السوريين في لبنان عبر القنوات الرسمية، وضمن أطر التنسيق الثنائي بين البلدين.
من نفس التصنيف: الناتو ينفذ أكبر مناوراته البحرية في بحر البلطيق مع تصاعد التوترات الروسية
مزاعم التصعيد السوري ضد لبنان
وكانت مصادر إعلامية زعمت أن هناك نية من القيادة السورية برئاسة أحمد الشرع لدراسة خطوات تصعيدية متدرجة ضد بيروت، تشمل تجميد التعاون الأمني والاقتصادي، وإعادة النظر في فتح المعابر الحدودية، وفرض قيود على حركة الشاحنات اللبنانية، وهو ما لم تؤكده الحكومة بشكل رسمي.
ورجّحت التقارير المزعومة أن يقوم وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، بزيارة رسمية إلى بيروت خلال الأيام القليلة المقبلة، بتكليف مباشر من الرئيس السوري أحمد الشرع، لبحث قضية المعتقلين ومناقشة سبل تسويتها بما يحفظ مصالح الجانبين.
زيارة مفتي لبنان إلى سوريا ولقاء أحمد الشرع
في سياق موازٍ، شهدت دمشق زيارة وصفت بـ”الرمزية والتاريخية” لمفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ عبد اللطيف دريان، الذي التقى الرئيس الشرع وقلّده وسام “دار الفتوى المذهّب”، في أول زيارة له إلى سوريا منذ توليه منصبه عام 2014.
وخلال مراسم التكريم، ألقى المفتي دريان كلمة مطوّلة أشاد فيها بما اعتبره “عودة سوريا إلى موقعها الطبيعي عربيًا”، وقال:
“جئناكم مهنئين يا سيادة الرئيس، بعد سنين من الغياب والغياب القسري لملايين السوريين، أنتم اليوم تبنون المستقبل، وتستعيدون معنى الدولة في زمن تعطلت فيه الدول”
وأضاف: “سوريا التي قاومت الإرهاب والمخدرات والمقابر الجماعية، تنهض اليوم من بين الأنقاض بقيادتكم، أنتم صمام الأمان في هذه المرحلة المفصلية”
المفتي: العلاقة بين لبنان وسوريا ليست سياسية فقط بل دم وأخوة وتاريخ
وأكد المفتي اللبناني أن العلاقة مع سوريا لا يمكن اختصارها بالسياسة فقط، بل هي علاقة دم وأخوة وتاريخ، معربًا عن أمله في أن تشكل زيارة دمشق “نقطة تحوّل في العلاقات الثنائية على أساس الشراكة والتكامل”.
وتابع دريان: “لن نغيب عن دمشق بعد الآن، سنقصدها في كل فرح وملمة، نؤمن بعروبة سوريا وبموقعها المركزي في نهضة المنطقة، ونثق بأنكم أهل للأمانة والمسؤولية”
من جهتها، أوضحت وكالة الأنباء اللبنانية أن منح الوسام للرئيس أحمد الشرع جاء “تقديرًا لعطائه الوطني ومواقفه الإسلامية والعربية”، لافتة إلى أن الوسام سبق أن مُنح للرئيس اللبناني جوزيف عون خلال شهر رمضان الماضي.