عاد الحريق مرة أخرى إلى مبنى سنترال رمسيس مساء الخميس 10 يوليو، وذلك بعد أيام قليلة من إعلان السيطرة على الحريق الكبير الذي نشب مساء الإثنين الماضي، مما أثار مخاوف وتساؤلات جديدة حول أسباب تكرار الاشتعال، ومدى جاهزية الموقع من الناحية الفنية والأمنية بعد الحادث الأول.
من نفس التصنيف: ارتفاع مؤشرات البورصة بشكل جماعي في منتصف تعاملات الأحد 25 مايو 2025
ويُعتبر سنترال رمسيس من أقدم وأهم مراكز الاتصالات في مصر، حيث يضم بنية تحتية حيوية تربط الشبكات المحلية والدولية، مما يضفي على أي حادث يقع داخله بعدًا استراتيجيًا كبيرًا.
تحليلات فنية.. النار تحت الرماد
وفقًا لتقديرات فنية أولية، فإن الحريق الثاني لم يكن مفاجئًا تمامًا، بل يُحتمل أنه جاء نتيجة تداعيات الحريق الأول، خاصة مع البنية التحتية الحساسة للمكان، وأشار الخبراء إلى إمكانية وجود ما يُعرف بـ”النار تحت الرماد”، وهي نقاط حرارية كامنة قد تبقى مشتعلة داخل الجدران أو تحت الأرضيات بعد الحريق، دون معالجة كاملة، مما يؤدي لاشتعال جديد لاحقًا.
المياه تثير خطر “القفلة الكهربائية”
كما نبه متخصصون إلى أن المياه المستخدمة في إخماد الحريق الأول قد تسربت إلى مكونات حساسة مثل لوحات الكهرباء وأجهزة الفايبر ووحدات التغذية الأرضية، وهو ما قد يؤدي إلى ما يُعرف بـ”قفلة كهربائية” عند إعادة التيار، مما يسبب شررًا يُشعل حريقًا جديدًا.
شوف كمان: رأس المال السوقي للبورصة يتراجع 16 مليار جنيه في 60 دقيقة
ضعف العوازل بعد الحريق الأول
رجّحت مصادر فنية أن الحريق الأول ربما أضعف العوازل الحرارية والكهربائية داخل المبنى أو أحدث شروخًا دقيقة في مكوناته المعدنية، مما جعلها عرضة للاشتعال مجددًا بمجرد تشغيل المعدات الكهربائية مرة أخرى.
دعوات لفحص شامل قبل إعادة التشغيل
على الرغم من أن الحريق الثاني كان محدود التأثير، إلا أنه أعاد التأكيد على الحاجة لإجراء مراجعة شاملة للبنية الفنية للمبنى، وضمان جاهزية أنظمة الحماية والسلامة، خاصة أن السنترال يضم تجهيزات حساسة تؤثر على خدمات الاتصالات المحلية والدولية.
أهمية استراتيجية
يُعتبر مبنى سنترال رمسيس مركزًا محوريًا ضمن شبكة الاتصالات المصرية، حيث يخدم قطاعات حيوية مثل خدمات الإنترنت، المكالمات الدولية، البنوك، والمؤسسات السيادية، مما يجعل سلامته مسألة أمن قومي.
وأكدت مصادر مطلعة أن لجنة فنية مختصة ستُجري تحقيقًا شاملًا لتحديد أسباب الحريق الثاني، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين المبنى وضمان عدم تكرار الواقعة.