في تطور جديد يتعلق بالملف النووي الإيراني، أعلنت طهران استعدادها لاستئناف المحادثات مع الولايات المتحدة، ووفقًا لمجلة “نيوزويك”، اشترطت طهران تقديم واشنطن تعويضات عن الضربات العسكرية والخسائر الأخيرة، بالإضافة إلى ضمانات بعدم تكرارها في المستقبل، وتأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد التوتر وتعقيد جهود إحياء الدبلوماسية بين الطرفين.

مقال مقترح: إغلاق مطار بن جوريون في تل أبيب بعد اعتراض صاروخ حوثي
وقالت صحيفة “لوموند” الفرنسية، نقلاً عن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن بلاده لن تعود إلى طاولة المفاوضات إلا بعد “الاعتراف الأمريكي بالأخطاء المرتكبة”، في إشارة إلى الهجمات التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية بعد الضربات الإسرائيلية الأولية.
إيران تطالب بتعويض وضمانات
وذكر عراقجي: “كانت الولايات المتحدة هي من قطعت المفاوضات أولاً ولجأت إلى القوة العسكرية، يجب أن يتم تعويضنا عن الأضرار الجسيمة، وأن نحصل على ضمان بعدم تكرار هذه الاعتداءات خلال أي مفاوضات مستقبلية”.
تأتي هذه التصريحات بعد انسحاب المفتشين الدوليين، وزيادة القلق بشأن مصير البرنامج النووي الإيراني، وسط تقارير تفيد بنقل أكثر من 400 كيلوجرام من اليورانيوم عالي التخصيب إلى موقع غير معلن، وهي كمية تكفي لصناعة نحو عشر قنابل نووية.
وفي أول تعليق أمريكي، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، تامي بروس، أن الرئيس ترامب “لا يزال ملتزمًا بالسلام”، مشيرة إلى أن “الوقت مناسب لإيران للاستفادة من هذا الالتزام”.
أسلحة الدمار الشامل
أكد عراقجي أن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة يمثل “حقًا مشروعًا وحاجة عملية” لتشغيل المفاعلات البحثية، مع الإشارة إلى إمكانية التفاوض حول التفاصيل الفنية.
ممكن يعجبك: وسائل إعلام إيرانية ترد على شائعة مقتل الرئيس أحمدي نجاد
ورفض الربط بين البرنامج الصاروخي والمفاوضات النووية، قائلاً: “لا يمكن التخلي عن القدرات الدفاعية في ظل التهديدات المستمرة من إسرائيل والولايات المتحدة”.
كما أعاد التأكيد على أن سياسة إيران تستند إلى فتوى دينية تحرّم أسلحة الدمار الشامل، ووصفها بأنها “غير إنسانية ومخالفة للإسلام”.
“اغتنام الفرصة”
ردًا على شروط طهران، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية تامي بروس أن “الرئيس ترامب ملتزم بالسلام”، داعية إيران إلى “اغتنام الفرصة”.
لكن عراقجي حذّر من أن غياب التقدم الدبلوماسي يؤدي إلى “تجدد الأعمال العسكرية”، رغم الإشارة إلى جهود وساطة جارية.
تأتي هذه التطورات وسط مؤشرات على جولة جديدة من المحادثات النووية، مع استمرار الخلافات حول شروط التفاوض، خاصة فيما يتعلق بوقف تخصيب اليورانيوم، وضرورة تقديم ضمانات أمنية للطرفين، في ظل تحذيرات من أن الفشل في التوصل إلى اتفاق قد يؤدي إلى تصعيد عسكري في المنطقة.