أفادت مصادر مطلعة على تفاصيل المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحركة حماس لموقع “أكسيوس” التابع للاستخبارات الأمريكية بأن الولايات المتحدة قد طلبت من حماس تأجيل مناقشة قضية انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، والتركيز بدلاً من ذلك على قضايا أخرى، وذلك في إطار مساعيها لمنع انهيار محادثات تبادل الأسرى الجارية.

مقال له علاقة: تحالف غربي لمواجهة طموحات طهران وتعهد واشنطن وباريس بمنع النووي الإيراني
ويأتي هذا الطلب في ظل استمرار الخلافات بين الجانبين، حيث تُعتبر خرائط الانسحاب التي قدمتها إسرائيل مؤخرًا من أبرز نقاط التباين، وبينما أبدت إسرائيل بعض المرونة بشأن الانسحاب من جنوب القطاع، ترى حركة حماس أن المقترحات الحالية تُبقي على وجود عسكري واسع في مناطق مختلفة من القطاع.
من نفس التصنيف: نتنياهو يرفض مقترحات حماس حول إطلاق النار في غزة
تعثر مفاوضات الدوحة
وبحسب مصدر إسرائيلي وآخر مطلع على المفاوضات، لم يطرأ أي تقدم ملموس خلال الـ 24 ساعة الماضية، وأكد أحدهما أن “اليومين الأخيرين لم يشهدا أي تقارب فعلي في المواقف”.
في الوقت ذاته، يواصل الوفد التفاوضي الإسرائيلي وجوده في العاصمة القطرية الدوحة، بينما لا يزال المبعوث الأمريكي بريت ماكغورك متواجدًا في المنطقة، كما أفادت “أكسيوس” الأمريكية.
وتشير المعلومات إلى أن حماس أبدت استعدادًا لتوسيع المنطقة العازلة على الحدود مع إسرائيل لتصبح بعرض كيلومتر، مقابل مطلب إسرائيلي بزيادة هذه المنطقة إلى ما بين 2 و3 كيلومترات في رفح، وما بين 1 و2 كيلومتر في باقي مناطق الحدود.
وبزعم تفادي تصعيد الخلاف بشأن الانسحاب الإسرائيلي، اقترحت واشنطن تأجيل مناقشة هذه النقطة إلى المرحلة الأخيرة من المفاوضات، على أن يُركز النقاش حالياً على ملفات مثل قوائم الأسرى الذين سيشملهم الاتفاق وتوزيع المساعدات الإنسانية.
فشل مفاوضات الدوحة
وفي السياق، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر رسمية أن محادثات الدوحة لم تشهد أي تقدم حتى الآن، رغم جهود وسطاء إقليميين ودوليين، مشيرة إلى أن المعضلة الأساسية لا تزال تتمثل في طلب حماس انسحابًا كاملاً لجيش الاحتلال الإسرائيلي من القطاع.
من جهته، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال مقابلة مع قناة “نيوز ماكس” الأمريكية، عن وجود تفاهم غير معلن مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن مستقبل غزة، على أن تُكشف تفاصيله “في الوقت المناسب”.
وكان نتنياهو قد عاد اليوم الجمعة إلى تل أبيب، بعد زيارة إلى واشنطن التقى خلالها ترامب، حيث ناقشا الحرب على غزة وملف الأسرى، ورغم التوقعات بإمكانية التوصل إلى هدنة، أكد نتنياهو تمسكه بمواصلة العمليات العسكرية حتى “هزيمة حماس ونزع سلاحها”.