“يا حلاوة” قصة الإفيه الشهير لمظهر أبو النجا في ذكرى ميلاده 85

يحتفل اليوم، 12 يوليو، بعيد ميلاد الفنان الكوميدي الكبير مظهر أبو النجا، الذي يُعتبر واحدًا من أبرز نجوم الكوميديا في مصر خلال الثمانينيات والتسعينيات، وُلد عام 1940، ورغم أنه لم يكن البطل الأول في السينما، إلا أن حضوره كان له تأثير خاص، فظهوره على الشاشة كان كفيلًا بإدخال السعادة إلى قلوب الجمهور، وكان يُعتبر علامة على نجاح أي عمل يشارك فيه.

“يا حلاوة” قصة الإفيه الشهير لمظهر أبو النجا في ذكرى ميلاده 85
“يا حلاوة” قصة الإفيه الشهير لمظهر أبو النجا في ذكرى ميلاده 85

بداية متواضعة لـ مظهر أبو النجا

قبل أن ينطلق إلى عالم الفن، كان مظهر أبو النجا موظفًا في شركة كابو للنسيج بالإسكندرية، لكن شغفه بالفن قاده إلى خشبة المسرح، حيث كانت انطلاقته الحقيقية، انضم إلى فرقة الفنان محمد نجم، وشارك في مجموعة من المسرحيات الناجحة، مثل مسرحية موزة وتلات سكاكين ومسرحية زوج في المصيدة.

ثم انتقل في عام 1971 إلى مسرح الريحاني، وبدأ مرحلة جديدة من مسيرته الفنية، حيث شارك في عدد من العروض المسرحية المهمة مثل مسرحية باي باي والملاك الأزرق والأخوة الأندال.

الكوميديان الشهير بعبارة “يا حلاوة”

اكتسب الفنان مظهر أبو النجا شهرة واسعة بفضل عبارته الشهيرة “يا حلاوة”، التي أصبحت علامة مسجلة باسمه، وكانت تثير الضحك بمجرد أن ينطق بها، بفضل أسلوبه الفريد وتعابير وجهه المميزة، اعتمد على هذه الجملة في العديد من أعماله، حتى أصبحت جزءًا من الثقافة الشعبية المصرية في تلك الفترة.

مسيرة مظهر أبو النجا الفنية

رغم طابعه الكوميدي، تنوعت أعمال الفنان مظهر أبو النجا بين المسرح والسينما والتلفزيون، ومن بين أبرز أفلامه: فيلم لمؤاخذة يا دعبس وفيلم المشاغبون في البحرية وفيلم المخطوفة وفيلم الغني والفقير، وفي الدراما التلفزيونية، شارك في العديد من المسلسلات التي حققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، وكان دائمًا ما يُضفي على العمل لمسة خفيفة الظل لا تُنسى.

المطرب الذي لم ينجح في الغناء

قد لا يعرف الكثيرون أن الفنان مظهر أبو النجا بدأ حياته الفنية كمطرب، إذ غنى في إحدى الحفلات على سطح منزل، واختار أغنية للموسيقار فريد الأطرش، لكن التجربة كانت قاسية، حيث قوبل صوته بالرفض، لدرجة أن أعضاء الفرقة ألقوا بآلاتهم اعتراضًا، وقال له منظم الحفل بصراحة جارحة: “إنت إيه اللي بتهببه دا؟ لا صوت ولا شكل!”

كانت هذه التجربة صادمة، وأثرت عليه نفسيًا بشكل كبير، حتى أنه أُصيب باكتئاب استمر ثلاث سنوات، ولم يُكرر بعدها محاولة الغناء، وقرر الابتعاد تمامًا عن الغناء والتوجه إلى الكوميديا، التي فتحت له أبواب النجاح.

الاعتزال والعودة: حين يشعر الفنان بالاكتفاء

في ذروة تألقه وشهرته، اتخذ الفنان مظهر أبو النجا قرارًا مفاجئًا باعتزال الفن، بعدما شعر بأنه حقق ما كان يطمح إليه من شهرة وحضور، لم يكن هدفه المال أو الأضواء، بل كان يسعى للاعتراف بموهبته، وهو ما تحقق بالفعل، لكنه، وتحت ضغط من أصدقائه ومحبيه، عاد مجددًا إلى الساحة الفنية ليُواصل تقديم أدواره المميزة ويُسعد جمهوره من جديد.

علاقة احترام ومحبة مع الزعيم عادل إمام

كان الفنان من أقرب النجوم إلى مظهر أبو النجا، وفي إحدى كواليس الأعمال التي جمعتهما، طلب الزعيم من الموجودين في الاستوديو أن يُحضروا مظهر أبو النجا، الذي دخل عليه وهو في حالة مزاجية سيئة، فطلب منه عادل إمام أن يُضحكه، وبالفعل بدأ مظهر في سرد النكات حتى ضحك الزعيم، وكان يقول دائمًا بفخر: “أنا الوحيد اللي قادر أضحك عادل إمام.”

الجانب الروحاني: المؤذن قبل الرحيل

في سنواته الأخيرة، ابتعد مظهر أبو النجا عن الأضواء تدريجيًا، واقترب أكثر من الجوانب الروحية، وفي إحدى المرات، رفع الأذان في أحد المساجد، ولاحظ المصلون جمال صوته، فطلبوا منه أن يُصبح المؤذن الرسمي للمسجد، ومنذ ذلك الحين، واظب على رفع الأذان في كل صلاة، حتى الأشهر الأخيرة من حياته، التي قضاها قريبًا من الله، إلى أن رحل عن عالمنا في هدوء.