تواجه مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة صعوبات كبيرة، حيث تُصر إسرائيل على خطة انسحاب تُبقي أكثر من 40% من مساحة القطاع تحت سيطرتها العسكرية، وفقًا لما أفاد به مصدران فلسطينيان لوكالة “فرانس برس” اليوم السبت.

ممكن يعجبك: رحيل “عراب الاستيطان”.. الإسرائيلي الذي فقد عينه خلال العدوان على مصر
خريطة انسحاب مثيرة للجدل
قال أحد المصدرين إن إسرائيل قدمت، الجمعة، خريطة لإعادة انتشار جيشها تتضمن تمركزًا دائمًا في مناطق واسعة من القطاع، تشمل:
كامل الشريط الحدودي بين غزة ومصر (محور فيلادلفيا).
مناطق جنوب رفح.
مساحات شاسعة من بيت حانون شمالاً.
نقاط عسكرية في الشرق بعمق يصل إلى 3 كيلومترات.
وأكد المصدر أن حماس ترفض هذه الخطة، حيث تعتبرها محاولة لإعادة احتلال غزة فعليًا، وتشكل “مقدمة لتهجير قسري” من خلال عزل مناطق واسعة وحصر مئات الآلاف من النازحين في منطقة ضيقة غرب رفح.
من نفس التصنيف: حزب الله يؤكد عدم مبادرته بالهجوم على إسرائيل بعد تحذيرات بيروت
وفد حماس يرفض و”المماطلة مستمرة”
المصدر الثاني، وهو مسؤول فلسطيني رفيع، أشار إلى أن الوفد الإسرائيلي يفتقر إلى صلاحيات تفاوض حقيقية، مما يُعطل أي تقدم، وأضاف أن حماس تطالب بانسحاب كامل من كافة الأراضي التي أعادت إسرائيل احتلالها بعد انهيار الهدنة السابقة في 2 مارس 2024.
كما أشار إلى أن الوسيطين القطري والمصري طلبا تأجيل النقاش حول الانسحاب لحين وصول المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى الدوحة، مع تعهدهم بمواصلة الجهود لتقريب وجهات النظر.
تقدم في ملفي الأسرى والمساعدات
رغم تعثّر التفاوض بشأن الانسحاب، أوضحت المصادر تحقيق تقدم في ملف تبادل الأسرى وتسهيل إيصال المساعدات، مما يعكس بصيص أمل في ظل الجمود السياسي.
غزة تنزف.. وغارات مستمرة
في موازاة المفاوضات، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية، مما أدى أمس الجمعة إلى مقتل 30 فلسطينيًا وفق الدفاع المدني، وذكرت الأمم المتحدة أن نحو 800 فلسطيني قُتلوا أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات منذ أواخر مايو، كثير منهم قُتلوا قرب مراكز توزيع تديرها مؤسسة مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
وبينما زعم الجيش الإسرائيلي أنه يعمل لتقليل الاحتكاك مع المدنيين، أكدت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أن الفلسطينيين يُستهدفون أثناء بحثهم عن الغذاء.
عمليات مستمرة وقتلى جدد
أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل القيادي في “الجهاد الإسلامي” فضل أبو العطا في حي الشجاعية، إضافة إلى عنصر آخر في الحركة، مشيرًا إلى تورطهم في عمليات ضد القوات الإسرائيلية.
نزوح ومعاناة لا تتوقف
بعد أكثر من 21 شهرًا من الحرب، يواصل سكان غزة، البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة، النزوح المتكرر وسط ظروف إنسانية كارثية، حتى المدارس التي يلجأ إليها السكان لم تسلم من القصف، إذ تستهدفها إسرائيل بحجة وجود مقاتلين.