في ظل تصاعد التوترات الأمنية وزيادة المخاوف من تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية، أشار مختصون إلى بروز موجة هجرة “حقيقية وملحوظة” من داخل إسرائيل إلى الخارج، مع توقعات بارتفاع الأعداد خلال المرحلة المقبلة، خاصة بعد الحرب الأخيرة مع إيران واستمرار المواجهات في غزة.

اقرأ كمان: نجاح 44 جندياً في صد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد من داخل غرفة التحكم
وبحسب محللين، فإن جزءًا كبيرًا من الإسرائيليين بدأوا يرون أن إسرائيل لم تعد بيئة آمنة أو مستقرة، سواء من الناحية الأمنية أو المعيشية، وهو ما ينعكس في تزايد حالات السفر ومحاولات الهجرة، بل إن بعض العمليات تحولت إلى محاولات خروج غير شرعي، كما حدث في الأيام الأولى من الحرب مع إيران.
مقال مقترح: نجاح 44 جندياً في صد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد من داخل غرفة التحكم
خوف متصاعد وهروب صامت
تشير التقارير المتداولة إلى ارتفاع لافت في نوايا الهجرة منذ أكتوبر 2023 مع اندلاع الحرب على غزة، لكن الظاهرة تفاقمت بشكل أوضح خلال حرب “الأيام الاثني عشر” مع إيران، حيث ظهرت صور لمطارات وموانئ مكتظة بالمغادرين، وتؤكد هذه التوجهات نتائج استطلاع رأي أجرته منصة التوظيف الإسرائيلية “أول جوبز”، والذي أظهر أن 73% من المشاركين يفكرون في مغادرة البلاد، وهي أعلى نسبة تسجل منذ خمس سنوات.
يرى الخبراء أن ما يحدث في إسرائيل يمثل “حالة هجرة حقيقية”، تتجه أحيانًا إلى طرق غير شرعية، خاصة نحو لارنكا القبرصية، مقابل آلاف الدولارات، حيث أن الانقسام الحاد داخل المجتمع الإسرائيلي، وغياب الثقة بالحكومة والجيش، والتوتر الدائم، كلها عوامل تدفع إلى هذا النزوح، ولن يتوقف الأمر عند عشرات الآلاف.
انعدام الثقة ومستقبل غامض
أكد الخبراء أن الداخل الإسرائيلي يمر بتحول نفسي كبير، حيث يرى كثيرون أن الحكومة اليمينية المتطرفة الحالية أصبحت عبئًا على أمنهم واستقرارهم، حيث أن “الصواريخ الإيرانية التي سقطت في العمق الإسرائيلي دون أن يتم اعتراضها بشكل كامل، أثارت حالة من الذعر، وجعلت كثيرين يشعرون بأن بيوتهم لم تعد آمنة”.
علاوة على ذلك، فإن التراجع الحاد في مؤشرات الاقتصاد والاستثمار، بالتزامن مع تصاعد المواجهات العسكرية، يجعل إسرائيل أقل جاذبية للسكن والعمل، خصوصًا لدى الفئات الشابة التي تبحث عن فرص وحياة مستقرة.
تعتيم إعلامي وتسهيلات في الاستقبال
وفق ما أكده العديد من المصادر، تتم محاولات الهجرة من إسرائيل وسط تعتيم إعلامي، ودون وجود عقبات من جانب الدول الأوروبية، التي تستقبل المغادرين، لا سيما من حاملي الجنسيات المزدوجة، دون تشديد ملحوظ.
يبدو أن الصورة مرشحة لمزيد من التعقيد، في حال استمرار التوترات الإقليمية وتصاعد الضغوط الداخلية على حكومة بنيامين نتنياهو، وسط تحذيرات من أن موجة الهجرة قد تتحول إلى مؤشر على تآكل الثقة الشعبية داخل إسرائيل بشكل غير مسبوق.