ازدواجية واضحة.. أمريكا ترفع العقوبات عن النصرة وتفرضها على الأمم المتحدة

أثارت الإجراءات الأمريكية حالة من التعجب، مما يعزز الكشف عن ازدواجية المعايير تجاه القوانين الدولية، حيث قامت برفع العقوبات عن هيئة تحرير الشام، المعروفة سابقًا بجبهة النصرة، رغم تاريخها المليء بالعمليات الإرهابية ضد شعوب منطقة الشرق الأوسط تحت شعار نصرة الإسلام ومقاومة الاحتلال.

ازدواجية واضحة.. أمريكا ترفع العقوبات عن النصرة وتفرضها على الأمم المتحدة
ازدواجية واضحة.. أمريكا ترفع العقوبات عن النصرة وتفرضها على الأمم المتحدة

في الوقت نفسه، فرضت العقوبات على المسؤولة في الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فرانشيسكا ألبانيزي، حيث اتهمتها بمعاداة السامية لمجرد دفاعها عن المدنيين الفلسطينيين وانتقادها للجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضدهم.

رفع العقوبات الأمريكية عن تحرير الشام يفضح الدور الأمريكي في تفتيت الدول العربية

في هذا السياق، قالت الدكتورة تمارا حداد، الباحثة السياسية الفلسطينية، إن قرار الولايات المتحدة برفع العقوبات عن هيئة تحرير الشام، المنبثقة عن جبهة النصرة وداعش والقاعدة، يكشف بوضوح عن الدور الأمريكي في خلق ودعم حركات الإسلام السياسي، بدءًا من القاعدة في أفغانستان، وصولًا إلى داعش، ومن ثم جبهة النصرة وهيئة تحرير الشام.

وأوضحت الدكتورة تمارا حداد في تصريح خاص لـ خبر صحأن الولايات المتحدة أنشأت هذه الجماعات في سياق استراتيجي طويل الأمد، حيث بدأت بدعم القاعدة ضد الاتحاد السوفيتي، ثم تأسيس داعش لتفتيت الدول العربية، ولاحقًا خلق واجهات جديدة كجبهة النصرة وهيئة تحرير الشام، التي تُعتبر امتدادًا مباشرًا لها.

تمارا حداد: رفع العقوبات عن هيئة تحرير الشام ليس صدفة

وأضافت حداد أن رفع العقوبات عن هيئة تحرير الشام ليس صدفة، بل يأتي ضمن مخطط مستمر يهدف إلى تقسيم سوريا واستكمال مشروع التفتيت العربي، وربما يشير إلى ترتيبات أمنية جديدة في المنطقة تخدم تطبيع العلاقات بين سوريا وإسرائيل، وإنهاء حالة العداء بين الطرفين.

وانتقدت حداد ازدواجية المعايير الأمريكية، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة ترفع العقوبات عن جماعات تحمل شعارات ضد إسرائيل، لكنها في الواقع خدمت مشاريع تفتيت الأمة، بينما تفرض العقوبات على مسؤولين أمميين مثل فرانشيسكا ألبانيزي لمجرد دفاعهم عن القضية الفلسطينية وكشفهم لجرائم الحرب والإبادة في قطاع غزة، بالإضافة إلى فضح دعم واشنطن غير المحدود لإسرائيل ماديًا وتسليحيًا وإعلاميًا.

وأكدت أن الولايات المتحدة وإسرائيل غير معنيتين بسماع أصوات مرتفعة داخل الأمم المتحدة أو الإعلام الدولي تدافع عن عدالة القضية الفلسطينية، ولهذا يتم إسكات الأصوات الشريفة بينما يُعاد تأهيل جماعات هي بالأصل من صناعتهم.

وختمت الدكتورة تمارا حداد، الباحثة السياسية الفلسطينية، بالقول إن هذا المشهد يفضح بشكل قاطع أن أمريكا وإسرائيل هما من أنشأ تلك الجماعات المتطرفة، التي كانت ترفع شعارات المقاومة زيفًا، بينما كانت تؤدي أدوارًا تخريبية واضحة داخل الأمة العربية، قبل أن تُعاد صياغتها اليوم كجزء من مسار سلام مشبوه أو مشروع تطبيع مرفوض.