نظم المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، بالتعاون مع كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية، معرضًا فنيًا يحمل عنوان “الفن يلتقي بالتاريخ”، ويأتي هذا في إطار الأنشطة الثقافية والفنية التي ينظمها المتحف بالتعاون مع المؤسسات التعليمية والتثقيفية المختلفة، بهدف تعريف النشء بحضارتنا المصرية العريقة.

مواضيع مشابهة: محافظ الجيزة يؤكد على ضرورة الرقابة المشددة لضمان سير الامتحانات بشكل مثالي
ومن جانبها، أكدت الدكتورة ولاء مصطفى، مدير عام المتحف اليوناني الروماني، أن المعرض يُقام في قاعة الجيبسوتكا (قاعة المستنسخات الجصية) بالمتحف، ويضم 44 لوحة فنية من إبداع طلاب قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة، حيث استلهم الطلاب أعمالهم من تفاصيل القطع الأثرية والمنحوتات المعروضة، ليجسدوا رؤية فنية تجمع بين الأصالة والابتكار.
مقال مقترح: التنمية المحلية تتابع آخر المستجدات في إعداد الخطة الاستراتيجية
كما أشارت إلى أن المعرض يُعتبر تجربة فريدة تعكس اهتمام المتحف بتشجيع الإبداع الشبابي وتعزيز التفاعل بين طلاب الفنون والمقتنيات التاريخية، مما يسهم في إعادة تقديم التراث المصري القديم برؤى فنية حديثة.
المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية: نافذة على العصور الكلاسيكية
يُعد المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، الذي تأسس عام 1892، واحدًا من أهم المتاحف في مصر التي تسلط الضوء على الحقبتين اليونانية والرومانية في تاريخ البلاد، ويقع المتحف في قلب مدينة الإسكندرية، وقد خضع لعمليات تطوير وترميم شاملة ليعود ويفتح أبوابه للجمهور، مقدماً تجربة ثقافية استثنائية.
يحتوي المتحف على مجموعة هائلة من القطع الأثرية التي تروي قصة الإسكندرية ومصر خلال هذه الفترات التاريخية الهامة، بدءاً من تأسيس المدينة على يد الإسكندر الأكبر وحتى نهاية العصر الروماني، وتتنوع المعروضات لتشمل التماثيل الرخامية والبرونزية الرائعة، التي تجسد الآلهة والأباطرة والشخصيات البارزة، بالإضافة إلى المومياوات والتوابيت التي تعكس الفن الجنائزي المصري المتأثر بالتقاليد اليونانية والرومانية.
كما يضم المتحف مجموعة فريدة من الفسيفساء الملونة التي تزين أرضيات القصور والمنازل القديمة، مما يقدم لمحة عن الحياة اليومية والفنون الزخرفية في تلك العصور، ولا تخلو المجموعات من العملات المعدنية التي توثق الفترات الزمنية المختلفة، والأواني الفخارية والزجاجية التي تكشف عن التقنيات الحرفية المتقدمة.
يهدف المتحف إلى إبراز التفاعل الحضاري بين الحضارتين المصرية واليونانية الرومانية، وكيف أثرت كل منهما في الأخرى، مما أفرز حضارة فريدة ومتميزة في الإسكندرية، ويعتبر المتحف اليوم مركزًا ثقافيًا وبحثيًا هامًا، يجذب الباحثين والسياح على حد سواء، ويقدم للزوار رحلة شيقة عبر الزمن لاستكشاف غنى وتنوع الإرث اليوناني الروماني في مصر.