صرحت سحر الجبوري، مديرة مكتب وكالة الأمم المتحدة لتشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” بالقاهرة، بأن مراكز توزيع المساعدات التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية تحولت إلى ساحة قتل، وأكدت أن هذا النظام مكتوب عليه الفشل منذ البداية.

شوف كمان: محمد البرادعي يصرح بأن إسرائيل تقوم بتنفيذ الأعمال القذرة باسم القانون الدولي
كما أكدت الجبوري، في تصريح خاص لـ “نيوز رووم”، أنه حتى الآن قُتل ما لا يقل عن 800 فلسطيني جائع رميًا بالرصاص أثناء محاولتهم تأمين لقمة تسد رمقهم ورمق أسرهم، مشيرة إلى أنه لا ينبغي أن يُجبر أي إنسان في أي مكان على الاختيار بين تعريض حياته للخطر وتأمين قوت عائلته، ولذلك تدعو الأمم المتحدة إلى فتح تحقيقات عاجلة في مقتل وإصابة هذا العدد الهائل من المدنيين.
وأوضحت مديرة مكتب وكالة الأمم المتحدة لتشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، أنه كان بالإمكان تفادي كل هذا لو تم السماح لمنظومة الأمم المتحدة، وعلى رأسها وكالة الأونروا، بأداء مهامها وتسهيل دخول الإمدادات دون شروط، فقبل انهيار الهدنة، قدّمت الأمم المتحدة مساعدات إنسانية واسعة النطاق وبكرامة، ونجحت في كبح مسار المجاعة المتفاقمة، أما اليوم فلا يتوفر سوى أربع نقاط توزيع نائية، في أحسن الأحوال، مقارنة بـ 400 نقطة عندما كانت الأمم المتحدة تدير العمليات.
واختتمت سحر الجبوري حديثها بوجوب السماح للأمم المتحدة بما في ذلك الأونروا بمزاولة مهامها الإنسانية بشكل كامل في غزة، والتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، ورفع الحصار الجائر
.
توزيع المساعدات الأمريكية بجنوب غزة.
شوف كمان: الرئيس التركي يدين هجوم كنيسة مار إلياس ويؤكد دعم الشعب السوري
اعتراف إسرائيلي بمسؤولية مقتل مدنيين فلسطينيين
وفي وقت سابق، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بتسببه في إصابات بين المدنيين الفلسطينيين أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع المساعدات في جنوب قطاع غزة.
وزعم جيش الاحتلال، في بيان رسمي، أنه أجرى مراجعات ميدانية خلصت إلى ضرورة تحسين آليات التعامل مع توزيع المساعدات، مضيفًا أنه سيفتح تحقيقًا داخليًا ويصدر تعليمات جديدة للقوات المنتشرة في تلك المناطق.
ويأتي هذا الاعتراف بعد تقارير أممية أشارت إلى استشهاد 798 فلسطينيًا منذ نهاية مايو الماضي، خلال اقترابهم من مواقع توزيع الغذاء، بينهم 615 قضوا قرب مراكز تديرها جهة تُعرف باسم “مؤسسة غزة الإنسانية”.
مؤسسة غزة الخيرية.. مشروع تهجير الفلسطينيين بغطاء إنساني
وكشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن وجود خطة ممنهجة لتهجير سكان غزة، تقف وراءها شركة الاستشارات العالمية “بوسطن كونسلتينج جروب” (BCG)، وذلك ضمن مشروع إغاثي مزعوم تم بتمويل أمريكي وإسرائيلي.
وفقًا للتحقيق، فإن الشركة أعدت نموذجًا ماليًا لتكلفة إعادة توطين مئات الآلاف من الفلسطينيين خارج القطاع، في إطار مشروع سري يُعرف باسم “أورورا”، وقد شارك في هذا المشروع أكثر من 12 موظفًا من الشركة بين أكتوبر 2024 ومايو 2025، بتكلفة تجاوزت 4 ملايين دولار.
وتضمنت الوثائق المسربة سيناريوهات تشمل تهجير ما يزيد عن 500 ألف فلسطيني، مقابل تقديم مساعدات مالية انتقالية تُقدّر 9 آلاف دولار للفرد، ما يعني تخصيص قرابة 5 مليارات دولار لإنجاح هذا المخطط.
ورغم تورطها في وضع أسس المشروع وتأسيس “مؤسسة غزة الخيرية” بالشراكة مع جهات أمريكية وإسرائيلية، حاولت الشركة التنصل من مسؤوليتها، زاعمة في بيان لاحق أن بعض الشركاء ضللوا الإدارة بشأن طبيعة المشروع، وأن من قادوه خالفوا السياسات الرسمية، مؤكدة أنه تم فصلهم فورًا، وأضافت: “نرفض تمامًا أي مشاركة في مشروع من هذا النوع”