بعد مرور شهر على انتهاء الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران، لا تزال علامات التصعيد واضحة، مدفوعة بتسريبات وتقارير وتصريحات مباشرة من الجانبين، مما يؤكد أن المواجهة المقبلة قد تكون قريبة جدًا.

من نفس التصنيف: مظاهرات في تل أبيب تطالب بالإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في غزة
هل ستُستأنف الحرب؟
تحدثت تسريبات متعددة عن “ضوء أخضر” أمريكي منحته إدارة الرئيس دونالد ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لمواصلة الهجمات إذا لزم الأمر، وهي معلومات تم تعزيزها بتصريحات علنية وتحليلات إسرائيلية تتوقع “جولة ثانية” من الحرب.
في هذا السياق، نشرت صحيفة “معاريف” تحليلًا يشير إلى أن السؤال لم يعد “هل ستُستأنف الحرب؟”، بل “متى وأين؟”، بينما رصدت “هآرتس” استعدادات إيرانية متزايدة تحسبًا لموجة جديدة من القتال.
مقال له علاقة: احتمال تورط روسي في هجمات حرق ممتلكات رئيس الوزراء كير ستارمر في بريطانيا
يعتقد محللون أن انتهاء الحرب الأولى في 25 يونيو لم يُنهِ مسببات النزاع، بل ترك أجواءً مشحونة، خاصة في ظل استمرار الشكوك الأمريكية والإسرائيلية بشأن جدية تعطيل المشروع النووي الإيراني، في حال قرر المرشد الأعلى علي خامنئي إعادة تفعيله.
وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية، ظهرت مؤشرات عديدة على تصاعد التوتر، سواء من خلال التصريحات العدائية أو التحركات العسكرية، مما يعزز توقعات اندلاع مواجهة جديدة قد تكون أوسع وأشد.
الضوء الأخضر من ترامب
ذكرت تقارير إعلامية أمريكية، أبرزها من “وول ستريت جورنال”، أن نتنياهو أبلغ ترامب، خلال لقائهما الأسبوع الماضي في البيت الأبيض، بأن إسرائيل ستكثف ضرباتها إذا عادت طهران لمتابعة برنامجها النووي، ورغم أن ترامب أبدى تفضيله لحل دبلوماسي، فإنه لم يعارض الخطة الإسرائيلية، مما اعتُبر “ضوءًا أخضر ضمنيًّا” للتحرك العسكري.
ويرى الخبراء أن هذه التسريبات تكشف أن الحرب المقبلة أصبحت شبه حتمية، معتبرين أن نتنياهو لا يراهن على المسار السياسي لردع إيران، بينما يستخدم ترامب “الفزاعة الإسرائيلية” كورقة ضغط على طهران.
النووي الإيراني ما زال قائمًا
في المقابل، تتزايد المخاوف من أن المشروع النووي الإيراني لم يُنهَ فعليًّا، فقد أشارت صحيفة “واشنطن بوست” إلى وجود قلق أوروبي متصاعد من إمكانية لجوء إيران إلى تطوير سلاح نووي بشكل سري، مما يجعل الأوضاع قابلة للانفجار في أي لحظة.
كل هذه العوامل، وفق خبراء وتقارير دولية، تؤكد أن جولة جديدة من الحرب بين إسرائيل وإيران تلوح في الأفق، وقد تكون أكثر اتساعًا من سابقاتها، سواء في المدى أو في الأهداف.