تتجلى محاولات استئناف المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران في حالة من التناقض والتعثر، حيث تبرز فجوة كبيرة بين التصريحات العلنية من الطرفين حول الرغبة في التفاوض، والواقع الميداني الذي يكشف عن غياب خطوات فعلية نحو توافق جاد.

مقال له علاقة: بوتين يؤكد دعم روسيا للثورة الأمريكية سياسيًا وماليًا من أجل الاستقلال عن بريطانيا
لا تحرك ملموس أو حتى وساطة جدية لإطلاق حوار
رغم التصريحات المتكررة من واشنطن، بما في ذلك تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول اقتراب عقد لقاءات، فإن الأسابيع تمضي دون أي تحرك ملموس أو وساطة جدية لإطلاق حوار، ووفقًا لمصادر دبلوماسية ألمانية، فإن ترامب تجاهل عرضين أوروبيين قدمتهما برلين وباريس ولندن، حيث يدعو أحدهما لمباحثات تشاركية مع واشنطن، بينما يتضمن الآخر قيام الدول الأوروبية بدور الوسيط بين طهران وواشنطن.
وترى المصادر أن رفض ترامب نابع من رغبته في إدارة الملف النووي الإيراني بشكل منفرد دون تدخل من أطراف الاتفاق النووي السابق (لوزان 2015)، حتى الأوروبيين أنفسهم.
أوروبا عاجزة عن لعب دور فاعل في هذا الملف
من جهة أخرى، يرى الخبراء أن أوروبا عاجزة عن لعب دور فاعل في هذا الملف، ليس فقط بسبب تعنت ترامب، بل أيضًا لرغبة واشنطن في إقصاء أي أطراف دولية، بما في ذلك روسيا، ويشير عبد الحفيظ إلى أن طهران تفضل وجود الأوروبيين لما لهم من دور في تخفيف الشروط الغربية وتسهيل التقدم في الملفات العالقة، بينما يصر ترامب على اتفاق جديد لا يُنسب لغيره.
وأضاف أن الولايات المتحدة قد تمنح إسرائيل ضوءًا أخضر لضرب أهداف إيرانية، خصوصًا بعد الحرب الأخيرة التي لم تحقق نتائج حاسمة، مما قد يدفع ترامب إلى التصعيد بهدف إسقاط البرنامج النووي الإيراني أو فرض شروطه بالقوة.
ممكن يعجبك: من هو عز الدين الحداد زعيم حماس الجديد؟ معلومات قد تجهلها عنه
من جهته، يرى الخبراء أن إسرائيل تنتظر الفرصة المناسبة لتوجيه ضربة عسكرية لطهران، بعد أن قدّم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تقارير استخبارية لترامب عن مواقع إيرانية يُعتقد أنها تحتوي على يورانيوم مخصب قرب تبريز وأصفهان.
الرئيس الإيراني يؤكد تمسك بلاده بالحوار والدبلوماسية
ويؤكد الخبراء أن سلوك إيران، مثل إزالة كاميرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يعكس رغبة في المراوغة والتصعيد لا التهدئة، كما تسعى طهران للظهور بندّية أمام واشنطن، في وقت يستخدم فيه ترامب ذات الأسلوب لكسب الوقت وتحقيق مكاسب داخلية وخارجية.
في المقابل، جدد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان تمسك بلاده بالحوار والدبلوماسية، وأكد خلال اتصال هاتفي مع رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا استعداد إيران لتعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي وتسوية القضايا العالقة عبر حوار “متوازن وبنّاء”.