120 ألف عقار مهدد بالسقوط في مصر يشكل خطرًا صامتًا على الأرواح والممتلكات

كشف المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء عن وجود نحو 120 ألف عقار مهدد بالسقوط في جميع أنحاء الجمهورية، وهو ما يمثل إحصائية صادمة تعكس حجم الخطر الذي يهدد العديد من المدن المصرية، حيث تتصدر محافظة الإسكندرية القائمة بأكثر من 24 ألف عقار في وضع خطر.

120 ألف عقار مهدد بالسقوط في مصر يشكل خطرًا صامتًا على الأرواح والممتلكات
120 ألف عقار مهدد بالسقوط في مصر يشكل خطرًا صامتًا على الأرواح والممتلكات

وبحسب تصريحات بعض خبراء الإدارة المحلية، فإن هذه الأرقام تشمل ليس فقط العقارات القديمة، بل تمتد لتشمل مباني حديثة تم تشييدها بشكل مخالف أو دون إشراف هندسي دقيق، مما يجعلها عرضة للانهيار في أي لحظة.

في محافظة الإسكندرية، أكد المحافظ أن هناك أكثر من 8 آلاف عقار صدر بحقها قرارات إزالة كلية أو جزئية، بينما تشير التقارير البحثية إلى أن أكثر من 7 آلاف عقار داخل المحافظة معرضة للانهيار الكامل بسبب التآكل البحري، وارتفاع منسوب المياه الجوفية، بالإضافة إلى ضعف البنية التحتية وغياب الصيانة الدورية.

ويرى خبراء الإسكان أن السبب الرئيسي وراء تفاقم الأزمة يعود إلى تراكم العقارات القديمة تحت مظلة قانون الإيجار القديم، مما أدى إلى غياب أي حافز للترميم أو التطوير من قبل الملاك، كما أشاروا إلى ضعف الرقابة المحلية، وانخفاض نسبة المهندسين المؤهلين في إدارات الأحياء، وهو ما ساهم في التوسع العشوائي وظهور مبانٍ متهالكة دون مراجعة فنية.

وأكد المركز القومي لبحوث الإسكان أن التعامل مع هذه العقارات يجب أن يتم وفق خطة وطنية شاملة، تشارك فيها عدة وزارات وهيئات، على أن تتضمن ثلاث مسارات متوازية: الإزالة، أو الترميم، أو إعادة الإيواء، بناءً على تقارير فنية تحدد درجة الخطورة لكل مبنى على حدة.

ودعا متخصصون إلى ضرورة الإسراع في تطبيق منظومة “تسنين العقارات” التي تساعد في تحديد عمر المباني بشكل دقيق، وإجراء فحوص إنشائية دورية، مما يساعد على اتخاذ قرارات استباقية تمنع الكوارث، كما شددوا على أهمية إنشاء صندوق وطني لصيانة المباني القديمة، مع وضع حوافز للملاك والمستثمرين للمشاركة في إعادة تأهيل العقارات ذات الطابع التاريخي.

وتظل الأرواح والممتلكات تحت تهديد يومي ما لم يتم التحرك السريع والحاسم، فملف العقارات الآيلة للسقوط لم يعد يحتمل التأجيل، خاصة مع التغيرات المناخية المتسارعة وتكرار الحوادث المؤلمة، وآخرها انهيار مبانٍ مأهولة بالسكان في مناطق شعبية مثل شبرا، السيدة زينب، ومحرم بك.