أعلنت ميليشيات الدعم السريع، اليوم الأحد، عن سيطرتها على منطقة “أم صميمة” الواقعة غرب مدينة الأبيض في ولاية كردفان، عقب معارك عنيفة مع القوات المسلحة السودانية التي كانت قد استعادتها قبل نحو شهرين، وأظهرت منصات إعلامية تابعة للدعم السريع تسجيلات مصورة توثق قتلى وأسرى من الجانبين، بينهم مدنيون وعسكريون، فيما تصاعدت الاتهامات المتبادلة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان، خاصة في ما يتعلق بسوء معاملة المعتقلين من الطرفين، وتأتي هذه التطورات وسط تصعيد مستمر للنزاع في ولاية كردفان، التي تشهد اشتباكات متقطعة بين القوات الحكومية وميليشيات الدعم السريع، ما ينذر بتفاقم الأوضاع الأمنية في المنطقة وتأثير ذلك على المدنيين الذين يعانون من تداعيات الصراع.

مواضيع مشابهة: اعتداء الاحتلال على حافلة حجاج من جنين ونساء فلسطينيات يواجهن الجنود
🎥متداول| قوات الدعم السريع داخل بلدة أم صميمة بولاية شمال كردفان.
لمواكبة آخر التطورات تابع/ي قناة “الترا سودان” على واتساب عبر الرابط|.
— Ultra Sudan | ألترا سودان (@UltraSudan).
الجيش السوداني يبسط سيطرته على مدينة الفاشر
وفي دارفور، وتحديدًا بمدينة الفاشر، اندلع قتال عنيف فجر اليوم السبت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي تواصل هجماتها المتكررة للسيطرة على المدينة المحاصَرة منذ أكثر من عام، وقال سكان محليون إن إطلاق النار الكثيف بدأ في الثالثة فجرًا، في وقتٍ تحدثت فيه مصادر عسكرية عن معارك ضارية استعادت خلالها قوات الجيش النظامي عدة مواقع حساسة جنوب وغرب المدينة، أبرزها سجن شالا ومقر شرطة الاحتياطي المركزي، بعد أن سيطرت عليها قوات الدعم السريع مؤقتًا يوم الجمعة، لكنّ مسؤولًا في الدعم السريع نفى خسارة تلك المواقع، مؤكدًا استمرار وجودهم فيها إلى جانب سوق الماشية الرئيسي، كما نشرت القوات تسجيلات مرئية قالت إنها توثق سيطرتها على هذه المواقع، غير أن وكالة “فرانس برس” لم تتمكن من التحقق من صحة المقاطع، وتعد مدينة الفاشر آخر المدن الكبرى في إقليم دارفور التي ما تزال تحت سيطرة الجيش السوداني، وسط ضغوط عسكرية متواصلة من جانب الدعم السريع، الذي يسعى لتوسيع نفوذه منذ انسحابه من العاصمة الخرطوم.
وبحسب شهادات من داخل المدينة، فإن الهجمات بدأت من المحاور الجنوبية والغربية، قبل أن تتوجه نحو المطار صباح السبت، وقال شهود عيان إن المواجهات جرت على مسافات قريبة، استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة بكثافة، ونقل نشطاء أن القتال سبقه قصف عنيف مساء الثلاثاء، تواصل حتى الأربعاء، فيما أشار طبيب من مستشفى الفاشر إلى صعوبة حصر أعداد الضحايا مع تدهور الوضع الأمني وتعطل المرافق الصحية.
كارثة إنسانية تلوح في الأفق بالسودان
وتعيش المدينة أوضاعًا إنسانية مأساوية، إذ انقطعت شبكات الاتصال بالكامل، ولم يتبقَ سوى الإنترنت عبر الأقمار الصناعية وسيلةً نادرة للتواصل، وأجبرت أغلب المرافق الطبية على الإغلاق، في ظل نقص حاد في الأدوية والكادر الطبي، وتحذر منظمات أممية من كارثة إنسانية تهدد سكان المدينة، الذين اضطر الكثير منهم لحفر ملاجئ بدائية في الساحات العامة وأمام البيوت، هربًا من القصف والمعارك، ومنذ اندلاع النزاع في أبريل 2023، قُتل عشرات الآلاف من السودانيين، فيما تجاوز عدد النازحين 14 مليونًا، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
مقال مقترح: “معلومات جديدة من البنتاجون حول ضربة منشآت إيران النووية المعروفة بمطرقة منتصف الليل”
جهود دولية لوقف الحرب في السودان
وفي خضم استمرار القتال، استضافت العاصمة البريطانية لندن مؤتمرًا دوليًا جديدًا لبحث سبل إنهاء الصراع الدائر في السودان، وسط مشاركة واسعة من ممثلي الدول الكبرى والمنظمات الإنسانية، بعد أكثر من عامين على بداية الحرب، في غضون ذلك، تبنى مجلس الأمن الدولي قرارًا بتمديد حظر الأسلحة المفروض على جنوب السودان، ضمن جهود لاحتواء تداعيات النزاعات المسلحة في المنطقة.