في عالم القيادة، لا تُقاس القِيادة بالكلمات الرنانة أو الظهور الإعلامي، بل تُبنى عبر مسيرة طويلة من الانتماء، والنجاح، والنضج الإداري.

مقال له علاقة: هارفي إليوت يفاجئ ويستهام يونايتد في انتظار موقف ليفربول
وكما اعتاد جمهور القلعة الحمراء أن يشهد لاعبيه ينتقلون من العشب الأخضر إلى الدكة الفنية، اعتاد أيضاً أن يرى بعض المدراء الفنيين يتحولون إلى أعضاء مؤثرين في مجلس الإدارة، بل إلى رؤساء ساهموا في صنع مجد الأهلي الحديث.
هذا النهج الإداري الفريد، الذي يُشبه “مدرسة الحكماء”، أعادت إلى الواجهة تصريحات سيد عبد الحفيظ الأخيرة، والتي أثارت تساؤلات حول إمكانية انضمامه إلى ركب من سبقوه من عظماء الأهلي الذين ارتدوا شارة الإدارة بعد أن كانوا أصحاب القرار في غرف الملابس.
سيد عبد الحفيظ.. فلسفة النضج وتجنّب التسرّع
خلال تواجده داخل نيوز رووم، وُجه إلى سيد عبد الحفيظ سؤال حول إمكانية التحاقه بمجلس إدارة النادي الأهلي، ليقطع الشك باليقين ويُجيب بهدوء: “لا أفكر في الغد، لأن التجربة علمتني أن الأحداث سريعة جداً، ويمكن أن يأتينا غدًا شيء آخر يغير كل الترتيبات، مد هذا القياس على كل شيء”
وأضاف عبد الحفيظ، الذي يُعتبر من أبرز الشخصيات الإدارية التي مرت على الأهلي خلال العقد الأخير: “طوال عمري لا أخطط لسنوات قادمة، بل أجتهد في الوقت الحالي وأترك الباقي على الله، لأنه يمكن أن يتواجد هناك طارئ، وهذا الطارئ قد يغير كل ما تظنه محسوماً”
وتُجسد تلك التصريحات حالة من الهدوء والتوازن الذهني، تعكس نضج شخصية اكتسبت الكثير من خلال العمل الإداري المتواصل داخل الأهلي لمدة 13 عاماً، حققت خلالها ألقاباً قارية ومحلية عديدة، وأسست لمرحلة من الانضباط والصرامة داخل غرفة الملابس لم تعرفها الكرة المصرية من قبل.
صالح سليم.. المايسترو الذي أسّس فلسفة القيادة من داخل الأهلي
بدأت رحلة صالح سليم مع الإدارة كمدير للكرة عام 1971، حيث ساهم في إعادة بناء الفريق بعد تداعيات نكسة 67، ثم انتقل إلى رئاسة النادي في فترتين متتاليتين، أولاهما من 1980 إلى 1988، ثم من 1992 حتى وفاته في 2002، ليقود خلالها الأهلي إلى قمة الهرم الكروي والإداري محلياً وقارياً.
حسن حمدي.. من “رجل الظل” إلى سيد القرارات
تولى حسن حمدي منصب مدير الكرة في منتصف الثمانينيات، وقاد الفريق بقرارات شجاعة، أشهرها إيقاف 16 لاعباً والدفع بالناشئين في مواجهة الزمالك، لاحقاً أصبح رئيساً للنادي بين 2002 و2014، في فترة تُعد من الأزهى في تاريخ الأهلي إداريًا ورياضيًا.
طارق سليم.. الحكمة دون ضجيج
أحد رجال الظل الذين تركوا بصمة صامتة في تاريخ الأهلي، عمل مديرًا للكرة، ثم عضوًا بمجلس الإدارة، وتولى مسؤولية أمين الصندوق، عُرف بطابعه المحافظ والمنضبط، وكان أحد صمّامات الأمان في فترات التحدي.
مقال له علاقة: محمد صلاح يكشف عن خلل في منظومة الكرة المصرية من خلال أزمة «جنش» كنموذج مؤلم
عبده صالح الوحش.. من العشب إلى المكتب التنفيذي
رغم أن بدايته كانت في التدريب، فإن عبده صالح الوحش تحوّل سريعًا إلى مسؤول إداري بارز، شغل منصب رئيس النادي بين 1988 و1992، وحقق خلالها لقب الدوري والكأس وبطولة الكأس الأفروآسيوية، قبل أن تُنهي خلافات داخلية فترة رئاسته.
هل يفعلها عبد الحفيظ؟
في الوقت الذي يسترجع فيه جمهور الأهلي أسماء هؤلاء القادة، تظل مسألة دخول سيد عبد الحفيظ إلى مجلس الإدارة معلقة، لكنها إن حدثت، فستكون استمرارًا لمسار طويل من التقاليد الحمراء التي ترفع “أبناء النادي” إلى حيث يُصنع القرار.