أشار الدكتور مصطفى مدبولي اليوم إلى أن الإسكندرية تشهد تحولًا حضاريًا جديدًا، من خلال مجموعة من المشروعات المتعددة التي تم تنفيذها خلال السنوات الماضية، والتي بدأت بتطوير المدن الجديدة وتحسين العشوائيات والمناطق غير الآمنة، وتشمل هذه المشروعات الطرق والمحاور الرئيسية، وأنظمة الصرف الصحي والصناعي، ومشروع فصل مياه الأمطار للحد من آثار التغيرات المناخية على الإسكندرية، بالإضافة إلى مشروعات الكهرباء والطاقة المتجددة، وكذلك مشروعات الحواجز البحرية لمواجهة التغيرات المناخية، وغيرها من المبادرات المهمة.

ممكن يعجبك: فتاة تتعرض لحروق ونفوق ماشية جراء حريق في منزلين بالحلفاية في قنا
مدبولي: الإسكندرية تشهد تحولًا حضاريًا على جميع الأصعدة
جاء ذلك خلال جولته اليوم في مدينة الإسكندرية، حيث تفقد عددًا من المشروعات التنموية والخدمية، وذلك في إطار حرص الحكومة على تسريع العمل في هذه المشروعات التي تخدم المواطنين، لضمان الانتهاء منها ودخولها حيز التشغيل، ورافقه في جولته المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والفريق أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، والدكتور سيد إسماعيل، نائب وزير الإسكان والمرافق، واللواء محمود نصار، رئيس الجهاز المركزي للتعمير.
وأكد رئيس الوزراء أن هذه المشروعات تتعلق بعدد من القطاعات الحيوية التي تؤثر على الحياة اليومية للمواطن المصري، من أجل تحسين جودة حياة المواطنين، مشددًا على استمرار جهود الدولة لتطوير البنية التحتية في جميع أنحاء الجمهورية، رغم التحديات والأجواء الجيوسياسية التي تؤثر على المنطقة ومصر.
اقرأ كمان: محافظ أسيوط يطلق معرض “اليوم الواحد” لبيع السلع الأساسية بأسعار مخفضة مع صور
الإسكندرية: عروس المتوسط وملتقى الحضارات
تتربع مدينة الإسكندرية، المعروفة أيضًا بـ”عروس البحر الأبيض المتوسط”، على الساحل الشمالي لمصر، لتشكل لوحة فنية تجمع بين عراقة التاريخ وسحر الحداثة، تأسست هذه المدينة العريقة على يد الإسكندر الأكبر عام 331 قبل الميلاد، وسرعان ما أصبحت واحدة من أهم المراكز الثقافية والفكرية في العالم القديم، بفضل منارتها الشهيرة التي كانت إحدى عجائب الدنيا السبع، ومكتبتها التي احتوت على آلاف المخطوطات والعلوم.
تتميز الإسكندرية بالعديد من المعالم الأثرية التي تروي قصصًا من عصور مختلفة، فبقايا المسرح الروماني وعمود السواري تشهدان على العصر الروماني، بينما تحتضن قلعة قايتباي، التي بنيت على أنقاض الفنار القديم، عبق العصور الوسطى، ولا يمكن إغفال مقابر كوم الشقافة التي تجسد فن العمارة الفرعونية والرومانية في آن واحد.
لم تفقد الإسكندرية بريقها مع مرور الزمن، فاليوم هي مدينة عصرية نابضة بالحياة، تستقطب الزوار من كل أنحاء العالم، وتمثل مكتبة الإسكندرية الجديدة صرحًا ثقافيًا عالميًا يعيد إحياء مجد المكتبة القديمة، حيث تضم بين جنباتها كنوزًا معرفية لا تقدر بثمن، كما تشتهر المدينة بشواطئها الخلابة التي تمتد على طول الساحل، مثل شاطئ المنتزه والمعمورة، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بأشعة الشمس والمياه الفيروزية.
تعتبر الإسكندرية أيضًا مركزًا اقتصاديًا مهمًا، بفضل مينائها الذي يعد من أكبر موانئ مصر، كما تشتهر بمأكولاتها البحرية الطازجة التي تقدم في مطاعمها المنتشرة على الكورنيش، بالإضافة إلى الأجواء الصيفية المعتدلة التي تجعلها وجهة مفضلة لقضاء العطلات.
إن الإسكندرية ليست مجرد مدينة، بل هي تجربة ثقافية وتاريخية وسياحية فريدة، تجمع بين أصالة الماضي وروح الحاضر، لتظل دائمًا عروسًا متوجة على عرش البحر الأبيض المتوسط.