أعلنت المستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية، غالي بهراف-ميارا، عن مواجهة مساعد بارز لرئيس الوزراء بلائحة اتهام تتعلق بأمن الدولة، وذلك بسبب تسريب معلومات عسكرية سرية خلال الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، وأوضحت أن القرار ينتظر جلسة استماع قبل اتخاذ أي إجراءات قانونية.

مقال له علاقة: ترامب يشير إلى إمكانية تغيير النظام في إيران إذا لم يتمكن من إعادة إيران إلى عظمتها
المتهم هو يوناتان أوريخ، أحد أقرب مستشاري نتنياهو، الذي نفى بشدة ارتكاب أي مخالفات، وقد بدأت التحقيقات في هذه القضية في أواخر عام 2024.
نتنياهو يدافع عن أوريخ ويتهم القضاء بتسييس القضية
من جهته، وصف نتنياهو التحقيقات ضد أوريخ ومستشارين آخرين بأنها ذات دوافع سياسية، مؤكدًا اليوم الاثنين أن أوريخ “لم يعرّض أمن الدولة للخطر”، أما محامو أوريخ فقد ذكروا أن التهم “لا أساس لها من الصحة”، مؤكدين أن “براءة موكلهم ستثبت بشكل قاطع”.
ممكن يعجبك: ما هي خصائص طائرة بوينج 787 بعد أول حادث مميت؟
تسريب معلومات سرية للصحافة الألمانية
وقالت المستشارة القضائية في بيان صدر ليل الأحد إن أوريخ، إلى جانب مساعد آخر، قاما باستخلاص معلومات من الجيش الإسرائيلي وتسريبها إلى صحيفة “بيلد” الألمانية.
وفقًا للبيان، كان الهدف من التسريب هو التأثير على الرأي العام الإسرائيلي لصالح نتنياهو، وتوجيه الخطاب السياسي بشأن مقتل ستة رهائن إسرائيليين على أيدي خاطفيهم الفلسطينيين في غزة أواخر أغسطس 2024.
جدير بالذكر أن مقتل الرهائن الستة أثار غضبًا واسعًا داخل إسرائيل، وأدى إلى احتجاجات جماهيرية، وسط اتهامات لعائلات الرهائن بأن نتنياهو أفشل مفاوضات وقف إطلاق النار لأسباب سياسية.
كما نفي نتنياهو بشدة هذه الاتهامات، وألقى باللوم على حركة حماس في انهيار المفاوضات، بينما قالت الحركة إن إسرائيل هي من أفشلت التوصل إلى اتفاق.
وبحسب مصدر عسكري آنذاك، فإن أربعة من الرهائن القتلى كانوا ضمن قائمة أكثر من 30 أسيرًا كانت حماس تستعد للإفراج عنهم في حال تم التوصل إلى وقف إطلاق النار.
دور “بيلد” في القضية وتساؤلات حول التوقيت
جاء مقال “بيلد” بعد أيام فقط من العثور على جثث الرهائن داخل نفق تابع لحماس جنوب غزة، وتضمن تفاصيل عن استراتيجية التفاوض التي اتبعتها حماس، وكان مضمونه يتماشى إلى حد كبير مع رواية نتنياهو بشأن مسؤولية الحركة عن فشل المحادثات.
أعلنت الصحيفة أنها لا تعلّق على مصادرها، لكنها أكدت أن تقريرها استند إلى وثائق أصلية، ولم تصدر تعليقًا فوريًا على التحقيق حتى مساء الاثنين.
خلافات بين الحكومة والنائبة العامة
هاجم نتنياهو المستشارة القضائية، معتبرًا أن إعلانها “مروع”، وشكك في توقيت القرار الذي وصفه بأنه “يثير تساؤلات جدية”، تسعى حكومة نتنياهو منذ شهور لإقالة بهراف-ميارا، المعيّنة من قبل الحكومة السابقة، والتي دخلت في صدامات قانونية متكررة مع الحكومة الحالية بشأن شرعية بعض السياسات.