أطلقت إيران اتهامات خطيرة تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث أعلن محمود نبويان، نائب رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، عن اكتشاف “شرائح تجسس” تم زرعها داخل أحذية مفتشي الوكالة خلال زياراتهم لمواقع نووية إيرانية.

اقرأ كمان: وزير الدفاع الأمريكي يوقف شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا دون علم ترامب
وفي حديثه مع وكالة “فارس”، أوضح نبويان أن عمليات التفتيش أصبحت وسيلة للتجسس بدلاً من كونها أداة رقابية محايدة، مشددًا على أن بلاده أصبحت تشكك في نوايا الوكالة الدولية وتوازنها، خاصة بعد تسريب معلومات حساسة وظهورها في صحف إسرائيلية وأمريكية.
اتهامات مباشرة لغروسي: هل سلّمتم معلومات إيران لإسرائيل؟
هاجم نبويان المدير العام للوكالة رافائيل غروسي، متسائلاً: “كيف عرفتم مواقعنا النووية السرية؟ من زوّدكم بالمعلومات؟ هل إسرائيل هي من زوّدكم بوثائق حصلت عليها عبر التجسس؟ ولماذا تستمعون لدولة ليست عضوًا في معاهدة حظر الانتشار النووي؟”
كما أشار إلى أن الوكالة، بدلاً من الالتزام بالسرية، قامت بمشاركة تقارير إيران النووية مع إسرائيل، وهو ما اعتبره دليلًا واضحًا على “تورط الوكالة في عمليات تجسس لصالح أطراف معادية”.
وثائق سرية من تل أبيب
وأضاف النائب أن وزارة الاستخبارات الإيرانية تمكنت من الحصول على حوالي 10 ملايين وثيقة سرية من إسرائيل، تتضمن معلومات مأخوذة من تقارير سلمتها طهران للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
واعتبر أن تسريب هذه التقارير قبل مناقشتها داخل الوكالة وظهورها في الإعلام الغربي والإسرائيلي، يدل على وجود خروقات جسيمة في النظام الأمني للوكالة، مؤكدًا: “عندما نقول إنها تتجسس، فنحن نقول ذلك استنادًا إلى أدلة دامغة”
تعليق رسمي للتعاون مع الوكالة
وفي هذا السياق، أوقفت إيران رسميًا تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد أن صادق الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على قانون أقره البرلمان الشهر الماضي، والذي يقضي بتقليص التزامات طهران تجاه الوكالة.
مواضيع مشابهة: الإمارات تؤكد عدم رصد تأثيرات إشعاعية بعد الضربات الأمريكية على النووي الإيراني
ويأتي هذا التصعيد بعد قرار مجلس محافظي الوكالة، الذي اتهم إيران بعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب معاهدة عدم الانتشار النووي، وهو ما اعتبرته طهران مبررًا خطيرًا للغارات الإسرائيلية التي تلت التصويت مباشرة.
12 يومًا من التصعيد
جاءت الاتهامات في سياق توترات غير مسبوقة بين إيران والوكالة، خصوصًا بعد اندلاع حرب قصيرة لكنها مكثّفة بين إسرائيل وإيران استمرت 12 يومًا، وشملت ضربات جوية دقيقة استهدفت ثلاث منشآت نووية رئيسة داخل إيران، بالإضافة إلى عمليات اغتيال لعلماء في البرنامج النووي الإيراني.
وانضمت الولايات المتحدة لاحقًا إلى التصعيد عبر ضربات جوية نوعية دعمت الهجمات الإسرائيلية، مما زاد من شعور طهران بالعزلة والاستهداف، ودفعها إلى تبني موقف أكثر تشددًا تجاه الوكالة الذرية والمؤسسات الدولية.
أزمة ثقة شاملة
ما كشفه نبويان لا يقتصر على الخلاف مع الوكالة، بل يعكس أزمة ثقة أوسع بين إيران والمجتمع الدولي، وقد يفتح الباب أمام مواجهة قانونية وسياسية مع الأمم المتحدة، وسط تصعيد أمني متنامٍ في المنطقة.
ومع تبادل الاتهامات بين طهران وتل أبيب، ودور واشنطن في الخلفية، تبدو ملفات البرنامج النووي الإيراني على أعتاب مرحلة أكثر تعقيدًا، لا سيما إذا استطاعت إيران إثبات امتلاكها لأدلة قاطعة على تورط الوكالة الدولية في “أنشطة تجسسية”.