تحديثات نووية روسية في خمس قواعد استراتيجية تكشفها الأقمار الصناعية.. ما الذي يجري؟

نشر موقع “Business Insider” صورًا جديدة بالأقمار الصناعية، التُقطت بين مايو ويونيو 2025 من قبل شركة Planet Labs، وتظهر أعمال بناء واسعة النطاق محاطة بأسوار ومراقبة مركزية في خمس قواعد روسية تمتد من أوروبا إلى المحيط الهادئ، وهذا التوسع يشير إلى محاولة روسية لتحديث ترسانتها النووية في ظل تصاعد التوترات في حرب أوكرانيا وتوسع الصين النووي، حيث تحافظ موسكو على أكبر ترسانة نووية في العالم بعدد يصل إلى نحو 4300 رأس حربي.

تحديثات نووية روسية في خمس قواعد استراتيجية تكشفها الأقمار الصناعية.. ما الذي يجري؟
تحديثات نووية روسية في خمس قواعد استراتيجية تكشفها الأقمار الصناعية.. ما الذي يجري؟

قاعدة أسيبوفيتشي (بيلاروسيا)

وفي أسيبوفيتشي، تظهر الصور منشأة جديدة محاطة بثلاث طبقات سياج، بينها طبقة محصّنة، ومداخل مغطاة لتفتيش المركبات عن بُعد، بالإضافة إلى منحدر تفريغ مخفي يربط بمخبأ تحت الأرض، مما يشير إلى تخزين رؤوس حربية تكتيكية محاطة بأنظمة تحكم ميدانية، كما لاحظ المحللون بناء قطار ضخم ومرآب لتفريغ الأسلحة النووية يربط القاعدة بالسكك الحديدية البيلاروسية لنقل الإنتاجات التكتيكية.

غواصات نووية في قاعدة غادجييفو

وفي قاعدة غادجييفو على شبه جزيرة كولا، التُقطت صور حوالي ستة مبانٍ جديدة قرب مرافق تحميل الصواريخ، في موقع يضم غواصات قادرة على إطلاق صواريخ باليستية استراتيجية مجهزة برؤوس نووية، وبحسب الخبراء، هذه الأبنية تدعم صيانة أو تخزين الصواريخ سواء التقليدية أو النووية.

قاعدة كالينينغراد

وفي الجيب الروسي المطّل على بحر البلطيق، أضفت روسيا بناءات جديدة، أسوارًا ثلاثية، وأنظمة اتصالات متقدمة إلى القاعدة القريبة من ليتوانيا وبولندا، حيث يُقدر مخزونها من الأسلحة النووية التكتيكية بحوالي 100 رأس، حسب مصادر بولندية.

قاعدة كامتشاتكا

وفي أقصى الشرق، شهدت قاعدة كامتشاتكا البحرية بناء مبانٍ جديدة وسياجًا مُحصّنًا، وهي المنطقة التي يعتقد أنها مخصصة لطوربيد “بوسيدون” النووي، والذي يُشغل بالطاقة النووية ويُصمم لضرب السواحل البعيدة بما فيها الولايات المتحدة.

نوفايا زيمليا وسيڤيرني

وفي نوفايا زيمليا، الموقع التاريخي لتجارب السوفييت النووية، تظهر صور شهيرة لمباني دعم محدثة وأنفاق جديدة، مما يدل على استعداد لمزيد من التجارب النووية تحت الأرض أو ذات نطاق محدود، أما على جزيرة سيڤيرني بنوفايا زيمليا، فتُشير تقارير Bulletin of Atomic Scientists إلى أقسام تجريب وتصميم رؤوس حربية نووية، ممهِّدة لتنفيذ تفجيرات نووية إذا دعت الضرورة.

اعتماد الترسانة النووية

يرى خبراء أن هذه التحركات تعكس توجهًا روسيًا لاعتماد الترسانات النووية كورقة ردع أساسية بعد تراجع قدراتها التقليدية في حرب أوكرانيا، مع ارتفاع التنافس النووي العالمي، كما أكّد معهد SIPRI أن هذا يعكس سباق تسلح استراتيجي جديد، حيث تُستخدم هذه القواعد لتوجيه رسالة قوية إلى حلفاء الناتو وقوى عظمى نووية مثل الصين، وأعرب مسؤولون أوروبيون، وعلى رأسهم وزير الدفاع السويدي، عن قلقهم البالغ تجاه هذه التحديثات، محذرين من أن انتشار الأسلحة النووية تكتيكيًا قرب الحدود يزيد من خطر تصعيد عسكري سريع.