وثائق بريطانية تكشف عن عرض السادات دعمًا عسكريًا وإعلاميًا لإسقاط نظام الخميني

كشفت وثائق بريطانية تم رفع السرية عنها مؤخرًا أن الرئيس المصري الراحل أنور السادات قدم دعمًا عسكريًا وإعلاميًا للمعارضة الإيرانية في المنفى عام 1981، في مسعى للإطاحة بنظام آية الله الخميني بعد عامين فقط من انتصار الثورة الإسلامية في إيران.

وثائق بريطانية تكشف عن عرض السادات دعمًا عسكريًا وإعلاميًا لإسقاط نظام الخميني
وثائق بريطانية تكشف عن عرض السادات دعمًا عسكريًا وإعلاميًا لإسقاط نظام الخميني

من الشاه إلى الخميني

خلال فترة حكم الشاه محمد رضا بهلوي، كانت العلاقات بين مصر وإيران وثيقة للغاية، حيث قدم الشاه دعمًا ماليًا للرئيس السادات وساهم في إعادة افتتاح قناة السويس بعد حرب أكتوبر 1973، كما كانت العلاقة بين الزعيمين شخصية أيضًا، إذ كان الشاه يصف السادات بـ”الأخ العزيز”.

لكن تلك العلاقات انهارت مع سقوط الشاه وصعود النظام الثوري بقيادة الخميني، وتفاقمت الخلافات بعد توقيع السادات معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979، وهي خطوة قوبلت برفض شديد من إيران.

لقاء سري في باريس.. ودعم من الإسكندرية

تشير الوثائق إلى أن السادات التقى في فبراير 1981 بشابور بختيار، آخر رئيس وزراء في عهد الشاه، خلال زيارة له إلى باريس.

دام هذا اللقاء 55 دقيقة، وشهد عرضًا مصريًا لدعم معارضي الخميني عبر محطة إذاعية في الإسكندرية، أو حتى من خلال منشآت عسكرية، وفقًا لما أبلغه أحد مساعدي بختيار، سيفاش سعيدي، للدبلوماسي البريطاني نيكولاس بارينغتون.

معارضة إيرانية “منظمة”

كما ادّعى سعيدي أن تنظيم بختيار كان يعمل بنظام “خلوي” ويحظى بدعم متزايد داخل إيران، من ضباط في الجيش والقوات الجوية، وزعماء دينيين معتدلين مثل آية الله شريعتمداري وآخرين، كما أشار إلى أن الجماعة تسعى لإعادة العمل بالدستور ما قبل الثورة، مع بختيار على رأس حكومة انتقالية.

تمويل عراقي وتآكل في المصداقية

لكن الوثائق كشفت لاحقًا أن بختيار كان يتلقى ما يصل إلى مليوني دولار شهريًا من العراق، وهو الأمر الذي أثر سلبًا على مصداقيته، وأعرب سعيدي لاحقًا عن إحباطه من بختيار، متهمًا إياه بإيداع الأموال في حسابات سويسرية واستخدامها لنمط حياة شخصي، بدلًا من دعم عائلات المعتقلين أو تمويل المعارضة.

وسأل سعيدي ما إذا كانت بريطانيا ستبارك سقوط النظام الثوري إذا تم دون إراقة دماء، لكن ردّ الدبلوماسي البريطاني كان حاسمًا، حيث قال: “نحن نعترف بالحكومة القائمة ونعمل معها، كما فعلنا مع الشاه”

وأوصت وزارة الخارجية بعدم تشجيع أو منع سعيدي من التواصل، محذّرة من أن يُستخدم هذا التواصل كمبرر لادعاء ارتباطه بالاستخبارات البريطانية.

وخلصت وزارة الخارجية البريطانية إلى أن بختيار لن يلعب دورًا مؤثرًا في مستقبل إيران، وأن الجماعات المعارضة في الخارج تفتقر إلى القوة الفعلية، خاصة في ظل صلاتها المزعومة بالعراق، كما توقعت أن النظام الثوري الإيراني أو ما يشبهه، “سيبقى في السلطة لفترة طويلة”.