زار الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم محافظة الإسكندرية في زيارة ميدانية شملت العديد من القطاعات الحيوية، بحضور المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والفريق أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، تأتي هذه الزيارة في إطار جهود الحكومة لمتابعة المشروعات التنموية الكبرى وتعزيز مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.

اقرأ كمان: نجاح فريق طبي بجامعة أسيوط في إنقاذ شاب تعرض لطعنة نافذة في شرايين الرقبة
تصريحات رئيس الوزراء
في بداية حديثه، عبّر رئيس الوزراء عن سعادته بتواجده اليوم في مدينة الإسكندرية، العاصمة الثانية لمصر، مشيراً إلى أن الزيارة بدأت بعرض المشروعات التنموية التي تشهدها المحافظة، خلال اجتماع بمبنى ديوان عام المحافظة، حيث أشاد بمبادرة مهمة استمع إلى عرض شامل عنها، والتي تتعلق بالشراكة مع القطاع الخاص لتسريع إدخال مدينة الإسكندرية ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل، من خلال تبني مبادرة لإنشاء مجموعة من العيادات المُتخصصة وتجهيزها بأعلى مستوى لتعمل بنظام الذكاء الاصطناعي، لتحل محل وحدات الرعاية الصحية الأولية، وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة والسكان وكل الهيئات المعنية بالتأمين الصحي الشامل.
منظومة التأمين الصحي الشامل
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه استمع اليوم إلى عرض من المجموعة الممثلة للقطاع الخاص والمجتمع المدني في مدينة الإسكندرية، وتعرف على تصوراتهم لتنفيذ هذه المبادرة، بالشراكة بين الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، مؤكداً تقديره لهذه الفكرة الجيدة، ومشيراً إلى أنه طلب من المجموعة الممثلة، بحضور محافظ الإسكندرية، تقديم خطة تنفيذية لهذا الطرح، بحضور الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان.
معتبرًا أن هذا الموضوع إذا تم التوافق عليه، سيتيح إدخال محافظة الإسكندرية بسرعة ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل، بالنظر إلى كونها محافظة يتجاوز عدد سكانها 6 ملايين نسمة، وبالتالي ستكون من أكبر المحافظات التي يمكن إدماجها في المنظومة، مما يعزز الخطى في هذا الاتجاه، والأهم أن نجاح هذه الفكرة سيمكننا من تكرارها في محافظات أخرى.
ملف الطرق والنقل
وأضاف رئيس الوزراء أن اجتماعه بديوان عام المحافظة في بداية الزيارة شهد أيضًا عرض جميع المشروعات الكبرى التي يتم تنفيذها في محافظة الإسكندرية، وعلى رأسها محاور الطرق التي وجه بتنفيذها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لفتح شرايين التنمية داخل المدينة، حيث عرض محافظ الإسكندرية خلال الاجتماع المحاور التي تنفذها المحافظة، بالإضافة إلى تلك التي تنفذها وزارة النقل ووزارة الإسكان.
كما تطرق لمشروعات وسائل النقل الجماعي مثل مترو أبو قير وترام محطة الرمل، والأتوبيسات الكهربائية التي يتم تشغيلها، موضحاً أنه تم استعراض ما يتم على الأرض في هذا الملف، مشيراً إلى أن المحافظ طلب الإسراع في تحويل الأتوبيسات التي تعمل بالسولار للعمل بالغاز الطبيعي، وأكد رئيس الوزراء أنه تم الاتفاق على هذا التوجه، وقد تم بالفعل الانتهاء من تحويل عددٍ من تلك الحافلات، مع العمل حالياً على إكمال تحويل الباقي في أقرب وقت ممكن.
كما أكد الدكتور مصطفى مدبولي أهمية الطرق والمحاور الكبيرة الجاري تنفيذها في الإسكندرية، وهي ما تم مشاهدته خلال الجولة الميدانية اليوم، حيث تم إنجاز عدد كبير من الطرق التي تتولى وزارة الإسكان تطويرها داخل المدينة، إلى جانب مشروع تطوير وتوسيع الكورنيش الذي يُعتبر جزءاً أساسياً من المحاور الرئيسية التي تعمل الدولة على تنفيذها، مشيراً إلى أنه مع اكتمال هذه المشروعات سيتم الحد من الأزمات المرورية التي كانت تشهدها محافظة الإسكندرية طوال عقود مضت.
كما أوضح الدكتور مصطفى مدبولي خلال تصريحاته أنه قام بجولة تفقدية شملت محور محمد نجيب وشارع 45، مشيراً أيضاً إلى زيارته لمركز القسطرة وجراحة القلب والصدر بمستشفى شرق المدينة ومركز زراعة الكلى وعمليات القلب المفتوح والقسطرة، موضحاً أن المركز شهد عملية تطوير بدأت منذ عام 2020 واستمرت حتى اكتمل العمل به اليوم، كما أفاد بأن هذه المراكز المتخصصة لا تقتصر خدماتها على سكان مدينة الإسكندرية فقط، بل تمتد لتشمل المحافظات المجاورة أيضاً.
ترميم الواجهات والمباني
وخلال حديثه، لفت رئيس الوزراء إلى نقطتين أساسيتين، الأولى تتعلق بتوجيه السيد رئيس الجمهورية بسرعة ترميم الواجهات والمباني السكنية الواقعة على كورنيش الإسكندرية، حيث أكد أنه تم البدء فور تلقي التوجيه بإسناد الأعمال إلى شركة المقاولون العرب لتنفيذ أعمال الترميم، مع وضع خطة زمنية محددة للانتهاء منها.
مضيفاً أنه كلف وزير الإسكان ومحافظ الإسكندرية بالعمل كذلك على تطوير العقارات ذات الطابع التاريخي والتراثي في المدينة بشكل شامل، بدءًا من منطقة محطة الرمل وصولاً إلى قلعة قايتباي، وذلك على غرار مشروع تطوير القاهرة الخديوية، نظراً لأن هذه المنطقة تحمل قيمة كبيرة من الناحية التراثية والمعمارية تعادل قيمة القاهرة الخديوية.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن النقطة الثانية تتمثل فيما نواجهه من انهيار العقارات القديمة الموجودة بالمحافظة، حيث نشهد بشكل دائم انهياراً جزئياً أو كلياً لواحد على الأقل من العقارات القديمة، والتي صدرت لها قرارات إزالة من المحافظة، ولكن لم تُنفذ نظراً لظروف ترتبط بأنها من الملكيات الخاصة مع رفض الشاغلين لها الخروج منها لعدم وجود بديل، وتحدث عدد من المشكلات في هذا الصدد، مضيفاً أنه على الرغم من تدخل المحافظة بصورة فورية لمحاولة احتواء الأزمة، إلا أن هناك استمراراً في انهيار مثل هذه العقارات القديمة، وهو ما يتطلب حلاً شاملاً لهذا الأمر.
حصر العقارات الآيلة للسقوط
وفي ذات السياق، لفت رئيس الوزراء إلى التوجيه الصادر في هذا الشأن، بأن يتم حصر العقارات الآيلة للسقوط التي صدرت لها قرارات إزالة بالكامل، حتى نتمكن من تنفيذ مشروع إحلال كامل لهذه الوحدات الآيلة للسقوط بالإسكندرية، وذلك على غرار المبادرة التي وجه بها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بضرورة وجود وحدات بديلة للمتضررين من تعديلات قانون الإيجار القديم، موضحاً أنه سيتم العمل على تنفيذ مبادرة مماثلة على أرض محافظة الإسكندرية لإنشاء وحدات بديلة للعقارات المعرضة للهدم والإزالة، والصادرة لها قرارات هدم من المحافظة نتيجة لعدم السلامة الإنشائية.
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي أنه سيتم عرض تصور كامل من جانب وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية ومحافظ الإسكندرية حول هذه المبادرة، ومن المتوقع أن يصل عدد الوحدات المطلوبة في إطار هذه المبادرة إلى 55 ألف وحدة سكنية، لاستيعاب ساكني العقارات القديمة بمحافظة الإسكندرية الصادرة لها قرارات هدم، والتي يصل عددها إلى 7500 عقار، موضحاً أن هذا المشروع سيُعد جزءاً من مبادرة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتطوير المناطق القديمة بمحافظة الإسكندرية.
منظومة مياه الشرب والصرف الصحي
كما أشار رئيس الوزراء إلى زيارته لمركز السيطرة والطوارئ الخاص بمنظومة مياه الشرب والصرف الصحي، مؤكداً أن هذه المنظومة تدار بأعلى درجة من الاحترافية بمدينة الإسكندرية، موضحاً أننا لمسنا التحرك السريع لمختلف أطقم المحافظة مع الشركات، للتعامل مع أزمة العاصفة التي حدثت مؤخراً، وهو ما مكن من تجاوز هذا الحدث الاستثنائي الكبير.
ووجه رئيس الوزراء، في هذا السياق، بضرورة الإسراع في تنفيذ باقي مراحل شبكات الأمطار، وذلك بالنظر للمردود الإيجابي المتحقق من إتمام تنفيذ المرحلة الأولى من الشبكة.
مواضيع مشابهة: ورشة عمل بجامعة حلوان حول تعزيز تصنيف الجامعات من خلال مؤشرات النشر العلمي
ونوه الدكتور مصطفى مدبولي، خلال كلمته، إلى جهود الدولة لحماية الشواطئ، وحماية الإسكندرية من خطر التعرض للغرق نتيجة ارتفاع منسوب البحر، لافتاً إلى أن المواطن السكندري يتساءل دوماً عن أهمية الأعمال التي تتم على كورنيش الإسكندرية، مؤكداً أن الهدف الرئيسي لها هو حماية المدينة من خطر ارتفاع منسوب البحر الذي تسببه التغيرات المناخية، ولذا بادرت الدولة بإنشاء كل هذه المصدات، لحماية الشواطئ والمدينة من هذه الأخطار.