مع اقتراب انطلاق التحضيرات الجادة للموسم الجديد، وبدء معسكر الفريق المرتقب في تونس الذي يتضمن ثلاث مباريات ودية قوية، يواجه المدير الفني للنادي، الإسباني خوسيه ريبيرو، تحديات حقيقية تتطلب حلولًا سريعة.

اقرأ كمان: حقيقة مغادرة حازم إمام وميدو بعد تعيين جون إدوار
كشفت مباريات الفريق الأخيرة في كأس العالم للأندية عن ثلاث أزمات رئيسية تُهدد استقرار أداء المارد الأحمر، مما يشكل صداعًا في رأس الجهاز الفني قبل الدخول في غمار المنافسات المحلية والقارية.
الأزمة البدنية: نقص اللياقة يهدد استمرارية الأداء
تُعتبر الأزمة البدنية هي المشكلة الأكثر إلحاحًا التي يعاني منها النادي الأهلي، حيث ظهر التأثر الواضح في المعدلات البدنية للاعبين خلال مباريات كأس العالم للأندية، ولم يتمكن الفريق من الحفاظ على نسقه العالي طوال التسعين دقيقة، هذا النقص في اللياقة البدنية انعكس سلبًا على النتائج، وتسبب بشكل مباشر في عدم حسم الفوز على منافسين بحجم إنتر ميامي الأمريكي وبورتو البرتغالي.
تأثرت قدرة اللاعبين على تطبيق الخطط الفنية خلال شوطي المباراة، مما أدى إلى تراجع الأداء في اللحظات الحاسمة، ونتج عن ذلك احتلال الفريق المركز الرابع في مجموعته بكأس العالم للأندية بدلًا من التقدم للأدوار الإقصائية، يُشكل هذا التحدي ضغطًا كبيرًا على الجهاز الفني لوضع برنامج بدني مكثف خلال المعسكر التونسي لرفع مستوى اللياقة البدنية للاعبين إلى الدرجة التي تمكنهم من خوض موسم طويل وشاق بنفس المستوى البدني العالي.
إهدار الفرص: لعنة أمام المرمى تُعيق التقدم
المشكلة الثانية التي تؤرق الجهاز الفني تتمثل في التفريط الغريب في الفرص السهلة أمام المرمى، فرغم امتلاك النادي الأهلي قائمة هجومية تضم أسماء قوية ولامعة، إلا أن الفريق عانى بشكل واضح من مشكلة في ترجمة الفرص إلى أهداف، وكان هذا القصور أحد الأسباب الرئيسية وراء عدم تأهل المارد الأحمر إلى الدور ربع النهائي في كأس العالم للأندية.
شهدت مباريات الفريق فرصًا ذهبية أُهدرت بغرابة شديدة، مما وضع الفريق تحت ضغط دائم وعرّضه لمواقف صعبة، يعزو البعض هذه الأزمة إلى سوء حظ كبير يلازم الفريق في بعض الأحيان، بينما يرى آخرون أن المشكلة تكمن في التركيز الأخير للاعبين أمام المرمى، أو عدم وجود رأس حربة “قناص” يستطيع استغلال أنصاف الفرص، سيكون على ريبيرو إيجاد حل لهذه المعضلة، سواء من خلال تدريبات مكثفة على اللمسة الأخيرة، أو العمل النفسي مع اللاعبين لتعزيز ثقتهم أمام المرمى.
اهتزاز الدفاع وحراسة المرمى: غياب “الحائط المنيع”
تتمثل الأزمة الثالثة والواضحة التي يعاني منها الأهلي في خط الدفاع ومستوى حراسة المرمى، حيث أظهرت مباريات كأس العالم للأندية ارتباكًا واضحًا في الخط الخلفي، وتحديدًا على مستوى عناصر الدفاع وحارس المرمى محمد الشناوي، يبدو أن المارد الأحمر لم يجد بعد العناصر الدفاعية التي توفر الصلابة والثقة المطلوبة على غرار لاعبين مثل السنغالي كاليدو كوليبالي وياسين بونو، ثنائي الهلال السعودي، اللذين ساهما بشكل كبير في وصول فريقهما لأدوار متقدمة في المحافل العالمية.
اقرأ كمان: غضب في الأهلي بسبب الإتربي والبنك يعرقل الصفقة ويمنح الزمالك فرصة جديدة
عانت دفاعات الأهلي من ثغرات واضحة، كما أن هناك بعض علامات الاستفهام حول مستوى حراسة المرمى التي لم تكن في أفضل حالاتها خلال بعض اللحظات الحاسمة، هذا النقص في التناغم والثقة بين خط الدفاع وحارس المرمى يُعد تحديًا كبيرًا، خاصة وأن الصلابة الدفاعية هي أساس نجاح أي فريق طامح للبطولات.
فهل يجد المدرب الإسباني خوسيه ريبيرو الحلول العاجلة لهذه المشاكل الثلاث الكبرى قبل انطلاق الموسم الجديد الذي يحمل تحديات ضخمة على جميع المستويات؟ الأيام القادمة ستكشف مدى قدرة الجهاز الفني على تجاوز هذه العقبات.