مصر تراهن على الكهرومائية، هل تعود السدود إلى معادلة الطاقة؟

12.مصر تراهن على “الكهرومائية”.. هل تعود السدود إلى قلب معادلة الطاقة؟

مصر تراهن على الكهرومائية، هل تعود السدود إلى معادلة الطاقة؟
مصر تراهن على الكهرومائية، هل تعود السدود إلى معادلة الطاقة؟

تستعيد الطاقة الكهرومائية مكانتها كأحد المصادر النظيفة والمستقرة للكهرباء، خاصةً في ظل التحديات المرتبطة بتقلبات إنتاج الطاقة الشمسية والرياح، وفي وقت يزداد فيه الاعتماد العالمي على مصادر الطاقة المتجددة، تسعى مصر لتعزيز دورها في هذا المجال من خلال مشاريع جديدة وتطوير بنيتها التحتية الحالية، حيث يستهدف العالم مضاعفة السعة الكهرومائية بحلول عام 2050.

مشاريع طموحة في الطريق

وفقًا لبيانات وزارة الكهرباء، تعتمد مصر حاليًا على أربع محطات كهرومائية رئيسية، من أبرزها السد العالي بأسوان، الذي تبلغ قدرته الإنتاجية 2100 ميجاوات، ورغم التحديات المتعلقة بعوامل الطبيعة وكفاءة التشغيل، بدأت الدولة خطوات فعلية لتحديث توربينات السد وزيادة كفاءته الإنتاجية، كما تعمل مصر على إعادة إحياء مشروع محطة ضخ وتخزين جبل عتاقة بقدرة 2400 ميجاوات، والتي تُعتبر الأكبر من نوعها في إفريقيا، بعد توقف طويل بسبب تحديات التمويل، وتخطط أيضًا لإنشاء محطتين جديدتين بسعة إجمالية 2000 ميجاوات بنظام التخزين بالضخ، مما يعزز استقرار الشبكة الكهربائية خاصة في فترات الذروة.

الكهرومائية ضرورة استراتيجية

في هذا السياق، يشير الدكتور الجوهري الشبيني، خبير الطاقة الدولي، إلى أن “مستقبل الطاقة في مصر لا يمكن أن يكتمل دون الاستثمار الجاد في مشروعات الطاقة الكهرومائية، خاصة تقنيات الضخ والتخزين، التي تمثل العمود الفقري لأي شبكة كهرباء تعتمد على مصادر متجددة متقطعة كالرياح والشمس”، ويضيف الشبيني في تصريح خاص لـ”نيوز رووم”، أن الطاقة الكهرومائية ليست فقط نظيفة ومنخفضة التكلفة على المدى الطويل، بل تتيح أيضًا تخزين الطاقة الزائدة وضخها في أوقات الحاجة، وهي الميزة التي تفتقر إليها الطاقة الشمسية والرياح، وتتمتع مصر بمواقع جبلية ومائية مؤهلة لمشروعات تخزين كبرى، مما يجعل الاستثمار فيها خيارًا استراتيجيًا وليس ترفًا.

تحديات التمويل والتنفيذ

رغم الفرص الواعدة، تواجه مشروعات الكهرومائية في مصر تحديات في التمويل الخارجي، خاصةً مع انسحاب بعض الشركاء، كما حدث في مشروع “جبل عتاقة”، إلا أن الحكومة أعادت طرح المشروع للتمويل بالتعاون مع شركاء دوليين جدد، وتواجه المشروعات أيضًا تحديات في إجراءات التقييم البيئي ونقل المعدات الثقيلة إلى المواقع الجبلية، ما يتطلب تخطيطًا هندسيًا معقدًا وجدولًا زمنيًا واقعيًا.