تأثير ميلانيا على قرارات ترامب بشأن حرب روسيا

شهد البيت الأبيض تحولًا مثيرًا، حيث لم يكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو الحليف غير المتوقع للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في قرار إرسال صواريخ “باتريوت” الدفاعية، بل كانت زوجته ميلانيا ترامب هي التي لعبت دورًا محوريًا وإن كان خلف الكواليس في تغيير الموقف الرئاسي تجاه موسكو.

تأثير ميلانيا على قرارات ترامب بشأن حرب روسيا
تأثير ميلانيا على قرارات ترامب بشأن حرب روسيا

تشير التقارير الصحفية الأمريكية إلى أن ميلانيا، التي نشأت في ظل يوغوسلافيا الاشتراكية، كانت دائمًا تذكر زوجها بالخسائر البشرية الناجمة عن الغارات الروسية على المدن الأوكرانية.

ميلانيا وترامب.

“تحدثت مع بوتين”.. “ومدينة أخرى قُصفت”

خلال لقاء مع الصحفيين في المكتب البيضاوي، قال ترامب: “أعود إلى البيت وأقول لميلانيا: تحدثت مع فلاديمير اليوم، وكانت محادثة ممتازة، فترد علي: ‘حقًا؟ مدينة أخرى قُصفت'”

هذا الرد المختصر يعكس كيف أن السيدة الأولى قد تكون أحد أبرز المؤثرين على قرارات السياسة الخارجية في إدارة يبدو أن الدائرة الأقرب للرئيس، لا مستشاريه، هي صاحبة الكلمة الفصل.

معلومات عن سيدة أمريكا الأولى:

وُلدت ميلانيا، التي تبلغ من العمر 55 عامًا، في سلوفينيا عام 1970، حين كانت البلاد جزءًا من يوغوسلافيا، مما أثر على وعيها السياسي، وقد أعربت سابقًا عن إعجابها بالرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريغان، الذي ساهم في إنهاء الحرب الباردة.

تشير الكاتبة والصحفية ماري جوردان، مؤلفة كتاب “فن صفقتها: القصة غير المروية لميلانيا ترامب”، إلى أن موقف ميلانيا من الحرب في أوكرانيا “غير مفاجئ على الإطلاق”، مضيفة: “نشأت في بلد لا يحب روسيا، ولديها خبرة وقدرة على إيصال رأيها، قد تفوق حتى بعض أعضاء الحكومة”

ميلانيا ترامب.

دور قوي رغم الغياب عن البيت الأبيض

على الرغم من أن ميلانيا قضت فترات طويلة بعيدًا عن البيت الأبيض بين مارالاغو في فلوريدا وبرج ترامب في نيويورك قرب ابنها بارون، إلا أن تأثيرها السياسي استمر، ففي مايو الماضي، أُفيد بأنها قضت أقل من 14 يومًا في البيت الأبيض منذ بداية ولاية زوجها، وقد سبق لها أن أمضت شهرين في دراسة الملفات الدولية استعدادًا للقاء مسؤولين أجانب، حسبما ذكرت شبكة CNN.

موقف ميلانيا تجاه حرب أوكرانيا

في فبراير 2022، بعد اجتياح روسيا لأوكرانيا، وصف ترامب نظيره الروسي بوتين بأنه “ذكي” و”عبقري”، بينما أعربت ميلانيا عن صدمتها من قتل المدنيين، ووصفت ذلك بـ”المفجع والبشع”، داعية متابعيها إلى التبرع للصليب الأحمر، ومؤكدة تضامنها مع الشعب الأوكراني.

هل السيدة الأولى أقوى من مستشاري الأمن القومي؟

رغم وجود طاقم كامل من الخبراء والمستشارين في الأمن والسياسة الخارجية، يرى مراقبون أن رأي ميلانيا غالبًا ما يكون له التأثير الأكبر.

تقول جوردان: “ترامب يستمع بعناية إلى من هم قريبون جدًا منه، وإن كان اسمهم الأخير هو ترامب، فإن تأثيرهم يتضاعف”