تحت رعاية الدكتور وزير الثقافة، وبإشراف الدكتور أشرف العزازي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، تم تنظيم مائدة مستديرة بالمجلس الأعلى للثقافة ضمن مبادرة “ميراثك تراثك” التي تنظمها وزارة الثقافة خلال شهر يوليو 2025.

اقرأ كمان: حميد الشاعري يعود بأجواء التسعينيات في أغنيته الجديدة “ده بجد”
المجلس الأعلى للثقافة.
المجلس الأعلى للثقافة
أدار المائدة المهندس زياد عبد التواب، خبير التحول الرقمي ومساعد أمين عام مجلس الوزراء للتحول الرقمي، وعضو المجلس الأعلى للثقافة، حيث أكد أن رقمنة التراث موضوع يتجدد باستمرار، مشيرًا إلى أننا نتناول هذا الموضوع من منظور جديد مع التركيز على وضع توصيات فعالة، وأوضح أن مصر تعد من الدول الرائدة في هذا المجال، فنحن نمتلك تراثًا فريدًا يستحق الحفظ، مضيفًا أننا نستطيع استعادة التراث المصري من خلال الاستفادة من التكنولوجيا، وهو ما يتم تطبيقه حاليًا بالفعل.
مواضيع مشابهة: وفاة المخرج سامح عبدالعزيز بعد معاناة طويلة مع المرض
كما أشار الدكتور أحمد الشربيني، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة القاهرة، في حديثه إلى قيمة التراث وأهميته، موضحًا أننا في مصر نملك تراثًا هائلًا، معرّفًا التراث بأنه ما تركه الأجداد وسلّم من عوادي الزمن، سواء كان ماديًا أو غير مادي، وهو عنصر حيوي لترسيخ الهوية المصرية والحفاظ عليها في زمن تتعرض فيه الهويات للتهديد، وأوضح أن جزءًا من التراث المصري محفوظ في المتاحف الإنجليزية، مما يدل على أن عمليات السطو على التراث قديمة، قبل أن تبدأ طفرة الرقمنة، مؤكدًا أننا بحاجة إلى استيعاب ما نملك من تراث والبحث عن آليات علمية لحمايته في ظل التطور التكنولوجي، قائلًا: “بصفتي أستاذ تاريخ، أعلم أن مصر تمتلك ثاني أكبر أرشيف تراثي في الشرق الأوسط بعد تركيا، وهذا التراث بحاجة إلى حماية وصون، والرقمنة أصبحت ضرورة ملحة لصون التراث، فهي ستساعدنا على فهم حجم هذا التراث وحمايته”
أما الدكتورة نهلة إمام، أستاذ المعتقدات والمعارف الشعبية بالمعهد العالي للفنون الشعبية، مستشار وزير الثقافة لشئون التراث الشعبي، فقد أكدت في مشاركتها أن مصر لديها أقدم تجربة توثيق على الحجر، وأن الرقمنة مهمة، لكن النقل الشفاهي لا يزال وسيلة فعالة، مشيرة إلى أن النكتة المصرية لم تختفِ، بل الوسيط هو الذي تغيّر، وصون التراث يتجاوز الحماية، مضيفة أن كل شيء تغير في عصر الرقمنة، وأكدت أن التراث هو الخلفية التي تراها عند النظر إلى نفسك في المرآة، ففكرة رقمنة التراث مهمة، ولا يمكن إنكار التطور الذي يمكن أن يحدث، لكنه لن يضيع، مشيرة إلى أننا لدينا 10 عناصر موثقة في اتفاقية صون التراث العالمية، وأوضحت كيف يمكن استخدام التكنولوجيا لجمع معلومات حول التراث، فالتكنولوجيا ليست عائقًا بل يمكن توظيفها لصالحنا.
المجلس الأعلى للثقافة.
التحول الرقمي
وفي سياق آخر، قال الدكتور عاطف عبيد، استشاري تنظيم المعرفة والتحول الرقمي، إن الرقمنة تعني ميكنة أعمال التراث، ورغم أنها ليست الحل الأمثل للحفظ، يجب الانتباه إلى أن ضياع التراث الإلكتروني هو الأزمة الحقيقية، وليس ضياع التراث القديم، مضيفًا أننا قد نواجه تحديات جديدة، فجزء من صون التراث يجب أن يتضمن توثيق الحوادث الحالية، ورغم أن الرقمنة ليست الحل السحري، إلا أنها قد تؤدي إلى نتائج عكسية إذا أسيء استخدامها، كما شارك الدكتور أحمد سعيد، مستشار الملكية الفكرية وممثل مشروع تراث مصر الرقمي، موضحًا أن إنشاء منصة لتوثيق التراث الثقافي المصري يهدف إلى استعادة دور مصر الريادي وإثراء المحتوى العربي الرقمي، مشيرًا إلى أن بوابة تراث مصر الرقمي تركز على إتاحة اللغة العربية، مع وجود مركز موثق للتراث، حيث نخشى السطو على التراث أو تحريفه، وهذه البوابة تهتم بنشر وإتاحة محتوى متنوع، وتعمل على رقمنة حوالي 200 تيرا بايت من المحتوى (12 مليون صفحة مرقمنة)، موضحًا أن الرقمنة لا تقتصر على تحويل الورق المطبوع إلى بي دي إف، بل تشمل أيضًا استخدام الذكاء الاصطناعي في قراءة الصور الرقمية والربط بين الكلمات والصور، مشيرًا إلى أن مصر تقترب من إطلاق النسخة التجريبية الأولى لهذه المنصة، مع خطط لإصدار تحديثات جديدة قريبًا، لكن التحدي الذي يواجهنا هو الملكية الفكرية وتحقيق التوازن بين مصلحة الفرد ومصلحة المجتمع، وأكد الدكتور محمد خليف، استشاري الابتكار والتحول الرقمي، أننا بحاجة إلى التفكير خارج الصندوق، فلا يمكن أن تعتمد الرقمنة فقط على الحكومة، بل يجب أن ندمج القطاع الخاص بقدر من الحوكمة، مع ضرورة طرح شركات وأسهم في البورصة لتحقيق فكر جديد قانونيًا واستثماريًا.
الرقمنة
كما تناول الدكتور محمد الحماحمي، كبير خبراء الأمن السيبراني، أهمية الأمن السيبراني في ظل الرقمنة، مؤكدًا أن العديد من الأشخاص لديهم تصور خاطئ عن المعرفة، موضحًا أن الذكاء الاصطناعي يعتمد على توليد المحتوى، وأن الأمن السيبراني يشمل حماية النظام بأكمله، مشيرًا إلى أن الرقمنة ليست مجرد تحويل من وسيط إلى آخر، بل تتطلب معالجة وتحسين، وفي ظل استخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن تحقيق تحسينات أسرع وأعلى جودة، وتحدث عن المخاطر المرتبطة بالأمن السيبراني، مثل سرقة المعلومات أثناء انتقالها، وضرورة الحذر من عدم الإتاحة أو العبث بالمعلومات، مؤكدًا أن التكنولوجيا تتطور بسرعة ولا يمكن إيقافها، والرقمنة بمفهومها الضيق تعتمد على تحويل البيانات إلى وسائط رقمية، مما يمثل خطرًا في حد ذاته، متسائلًا: هل تم النقل والتحويل بشكل كامل؟ وما هي وسائل ذلك؟ وما مدى نجاحها في تحقيق النقل الأمثل؟ مؤكدًا أن البيانات تمر بمراحل عديدة وتصبح متاحة للعديد من الجهات، مما يمثل تحديًا كبيرًا