شاركت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي المصرية في فعاليات المؤتمر الدولي لمبادرة “بلد واحد منتج واحد ذو أولوية”، الذي تنظمه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بالتعاون مع وزارة الزراعة والبيئة الفيتنامية، حيث استعرضت مصر تجربتها المتميزة في تعزيز إنتاج نخيل التمر، الذي يُعد من المحاصيل الاستراتيجية ذات الأهمية الاقتصادية المتزايدة.

مواضيع مشابهة: محافظ بني سويف يؤكد عدم التهاون مع المخالفين للتعريفة الجديدة للتاكسي
نموذج عالمي من قلب الشرق الأوسط
قدم الدكتور عز الدين جاد الله، مدير المعمل المركزي لأبحاث وتطوير نخيل البلح، عرضًا شاملًا أمام الحضور، ممثلًا عن وزير الزراعة المصري، حيث تناول خلاله جهود الدولة في دعم وتطوير قطاع التمور.
وأكد أن اختيار مصر لتمثيل إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا في هذه المبادرة العالمية جاء نتيجة لريادتها المعترف بها عالميًا في هذا المجال، إذ تحتل المركز الأول عالميًا بإنتاج سنوي يقارب 2 مليون طن، ما يمثل 19% من الإنتاج العالمي و24% من الإنتاج العربي، بفضل وجود أكثر من 24 مليون نخلة، منها 20 مليون نخلة مثمرة.
تمور مصرية ضمن مبادرة عالمية لتحويل الأنظمة الزراعية
وأوضح جاد الله أن المبادرة التي أطلقتها “الفاو” في الفترة من 2021 إلى 2025 تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة من خلال اختيار منتجات زراعية مميزة وقادرة على تحويل الأنظمة الغذائية نحو مزيد من الكفاءة والاستدامة والمرونة.
وقد انضمت للمبادرة أكثر من 94 دولة، وتم اختيار التمور المصرية كمنتج ذي أولوية استنادًا إلى جودتها العالية، وانتشارها، وقيمتها الاقتصادية.
من توشكى إلى الواحات البحرية: خطة استراتيجية طموحة
وفي استعراضه لخطة مصر المستقبلية، أشار مدير المعمل إلى الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة السياسية للقطاع، حيث تم إنشاء أكبر مزرعة نخيل في العالم بمنطقة توشكى تضم 2.5 مليون نخلة من الأصناف التصديرية عالية الجودة.
كما يجري التوسع في زراعة 5 ملايين نخلة إضافية حتى عام 2025، في إطار خطة استراتيجية تهدف إلى زيادة الإنتاج وتحسين الجودة.
وأكد أنه تم تشكيل فريق عمل وطني من وزارتي الزراعة والتجارة والصناعة، بالإضافة إلى ممثلين من القطاع الخاص، للعمل على تطوير سلسلة القيمة لقطاع التمور بداية من الإنتاج وحتى التسويق، لرفع القدرة التنافسية للتمور المصرية في الأسواق العالمية.
الواحات البحرية نموذجًا للنجاح في المرحلة الأولى
اختيرت منطقة الواحات البحرية كنموذج أولي لتطبيق المبادرة، حيث تم تنفيذ سلسلة من ورش العمل والتدريبات الفنية الناجحة، وقد نالت التجربة المصرية إشادة دولية، وتوجت بتكريم مصر كأفضل فريق عمل وطني على مستوى الدول المشاركة في المبادرة، مع التحضير حاليًا لانطلاق المرحلة الثانية خلال عام 2025.
مواضيع مشابهة: وزير التعليم يؤكد استعداد الوزارة والمدارس لتطبيق البكالوريا
أرقام قوية تؤكد النجاح
في ختام كلمته، أشار الدكتور عز الدين جاد الله إلى أن صادرات التمور المصرية، سواء الطازجة أو المصنعة، بلغت في عام 2024 نحو 88 ألف طن بقيمة 108 ملايين دولار، ما يعكس الطفرة التي يشهدها هذا القطاع، ودوره المتزايد كمصدر مهم للتنمية الاقتصادية وتوفير فرص العمل وتحقيق الأمن الغذائي.
وأكد أن مشاركة مصر في هذه المبادرة العالمية بمحصول نخيل التمر تعكس رؤية الدولة نحو زراعة مستدامة ذات قيمة مضافة، قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية، وتعزيز مكانة مصر كدولة رائدة في مجال الزراعة الذكية والمستدامة.