الطائفة الدرزية في فلسطين تطالب بحماية أبناء السويداء في سوريا من إسرائيل

طالب ممثلو الطائفة الدرزية في الأراضي الفلسطينية المحتلة الحكومة الإسرائيلية بالتدخل العاجل لحماية أقرانهم في مدينة السويداء السورية، الذين تعرضوا لهجوم من القوات الحكومية السورية مؤخرًا.

الطائفة الدرزية في فلسطين تطالب بحماية أبناء السويداء في سوريا من إسرائيل
الطائفة الدرزية في فلسطين تطالب بحماية أبناء السويداء في سوريا من إسرائيل

وجاءت هذه المطالبة في ظل تصاعد التوترات الأمنية والاشتباكات التي شهدتها المنطقة، مما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا وإصابة العديد.

دروز إسرائيل يضغطون على نتنياهو لحماية أقرانهم في سوريا

تسعى الطائفة الدرزية في فلسطين المحتلة إلى زيادة الضغوط على حكومة بنيامين نتنياهو، في الوقت الذي وضعت فيه إسرائيل قواتها في حالة جاهزية هجومية ودفاعية، وكررت تحذيراتها لسوريا من المساس بالطائفة الدرزية في أراضيها.

جاءت المطالبات لنتنياهو بالتدخل رغم أنه أمر بالفعل بشن هجمات على القوات الحكومية السورية، وقد نُفذت هذه الهجمات، إذ شن جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات على قوات الحكومة السورية التي تقدمت لفرض الأمن في السويداء، ذات الغالبية الدرزية جنوب سوريا.

عبّر الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، الشيخ موفق طريف، في مقابلة مع هيئة البث الرسمية “كان”، عن استهجانه لسماح إسرائيل بوصول دبابات سورية إلى السويداء، مؤكدًا أن ذلك يتناقض مع تعهداتها.

كانت إسرائيل قد تعهدت بحماية الطائفة الدرزية في سوريا عقب سقوط نظام الأسد في ديسمبر الماضي، وأضاف طريف: “ما يحدث في السويداء مذبحة، وعلى العالم أن يتدخل”

جاءت رسالة الزعيم الدرزي المؤثر معبرة عن تحرك درزي أوسع للضغط على حكومة نتنياهو للتدخل.

كما أعلن الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، الشيخ حكمت الهجري، تراجعه عن البيان السابق الذي رحب بدخول قوات الجيش والأمن السوري إلى مدينة السويداء.

أوضح الهجري في بيان جديد، صدر مساء الثلاثاء، أن بيان الترحيب “فُرض علينا من دمشق وتحت ضغوط خارجية”، مشيرًا إلى أن قبوله بالتهدئة جاء فقط “لحقن دماء أبناء الطائفة”.

وأضاف أن المحادثات التي جرت مع دمشق “لم تُفضِ إلى أي نتائج حقيقية”، داعيًا إلى تصعيد الموقف في ظل ما وصفه بـ”حرب إبادة شاملة يتعرض لها الدروز”.

كانت الرئاسة الروحية للطائفة قد أصدرت بيانًا صباح الثلاثاء رحبت فيه بدخول قوات وزارة الداخلية السورية إلى السويداء، ودعت الفصائل المسلحة في المدينة إلى عدم مقاومتها وتسليم سلاحها، كما دعت إلى فتح حوار مع الحكومة السورية “لعلاج تداعيات الأحداث وتفعيل مؤسسات الدولة بالتعاون مع أبناء المحافظة”.

تقدمت قوات الأمن العام السورية نحو مدينة السويداء مساء الاثنين، بعد معارك عنيفة مع مجموعات مسلّحة محلية.

جنود دروز يطالبون نتنياهو بالتدخل عسكريًا في السويداء

خرج الدكتور أمير خنيفس، رئيس الحركة الدرزية من أجل المساواة في إسرائيل، برسالة قال فيها إن هذا “وقت اختبار التحالف الدائم بين الشعب اليهودي والطائفة الدرزية”، بينما أرسلت جمعية الجنود الدروز المسرّحين في إسرائيل رسالة إلى رئيس الحكومة تطالبه بالتدخل، وجاء في الرسالة: “هذه هي المرة الثانية التي نخاطبك فيها بشأن ما يجري، وقلوبنا مثقلة بالحزن والقلق”، ورأت الرسالة أن أبناء الطائفة الدرزية في سوريا يتعرضون لـ”هجمات شرسة من جماعات متطرفة”

طالبت الرسالة، بحسب القناة 12 الإسرائيلية، نتنياهو بتحمل المسؤولية، وتقديم المساعدة العسكرية والإنسانية، وإنشاء ممر آمن للدروز المعرّضين للهجوم.

قال الجنود المسرّحون: “هذه معركة أخلاقية من الدرجة الأولى، لقد حارب أبناء الطائفة إلى جانب جنود جيش الدفاع الإسرائيلي، وبنوا شراكة حقيقية، والآن حين يصرخ إخوتنا وراء الحدود طلبًا للمساعدة، لا يجوز لنا أن نصمت”

يخدم عدد كبير من الدروز في صفوف الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وسقط عدد منهم قتلى على يد مقاتلي المقاومة الفلسطينية في القطاع.

مشاورات إسرائيلية عاجلة بشأن أحداث السويداء

أجرى نتنياهو مشاورات عاجلة، الثلاثاء، مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان أيال زامير، قبل أن يصدر بيانًا مشتركًا مع كاتس، أعلنا فيه أنهما أوعزا بشن غارات على القوات السورية في الجنوب السوري.

أكد الجيش الإسرائيلي أنه هاجم عددًا من المركبات المدرعة التابعة لحكومة دمشق، من بينها دبابات وناقلات جند ومدافع، إضافة إلى طرق إمداد، بهدف تعطيل تقدم القوات السورية نحو جبل الدروز (جبل العرب في السويداء).

رأى مصدر أمني إسرائيلي أن حجم الضربات “غير مسبوق”، ويعكس التزام إسرائيل بسياساتها في نزع السلاح جنوب سوريا، وضمان عدم المساس بالطائفة الدرزية.

بحسب صحيفة معاريف، كانت الولايات المتحدة على علم مسبق بالضربات الإسرائيلية على القوات السورية، وأضافت الصحيفة أن الوضع في سوريا “مؤشر على عدم استقرار أمني وحكومي”، وتابعت: “إذا استمر هذا الوضع، فمن الصعب توقع حدوث تقدم حقيقي نحو اتفاقات بين إسرائيل وسوريا، رغم المحادثات الأخيرة”

إضافة إلى الضربات، أفادت قناة “i24NEWS” العبرية بأن سرية من حرس الحدود نُشرت على الحدود السورية عقب أحداث السويداء، لمنع الاضطرابات وامتدادها عبر الحدود، ومن المتوقع وصول سريتين احتياطيتين إضافيتين قريبًا، وفقًا للتطورات.