الرئيس السوري يهدد بمعاقبة المخالفين لحقوق الطائفة الدرزية في السويداء

أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أنه سيتخذ إجراءات صارمة وفورية ضد أي أفراد من القوات الوطنية ثبت ارتكابهم تجاوزات أو انتهاكات بحق الطائفة الدرزية في محافظة السويداء، وذلك في أعقاب الأحداث الأمنية الأخيرة التي شهدتها المدينة.

الرئيس السوري يهدد بمعاقبة المخالفين لحقوق الطائفة الدرزية في السويداء
الرئيس السوري يهدد بمعاقبة المخالفين لحقوق الطائفة الدرزية في السويداء

كما كلف الشرع الجهات الرقابية المختصة بالتحقيق وفرض العقوبات اللازمة على كل من يثبت تورطه في هذه التجاوزات، مشددًا على منح هذه الجهات صلاحيات كاملة لمحاسبة المسؤولين، حتى لو كانوا من ذوي الرتب العسكرية الرفيعة.

وشدد الرئيس على أهمية الالتزام بالقوانين ومنع أي انتهاكات أو تجاوزات من قبل الجهات العامة والعسكرية، مؤكدًا ضرورة احترام حقوق جميع المواطنين والحفاظ على الأمن والاستقرار في المحافظة.

الهجوم على جنوب سوريا

في سياق متصل، حملت وزارة الخارجية السورية المسؤولية الكاملة عن أحدث هجوم على جنوب سوريا وما قد يترتب عليه من تداعيات.

وأكدت في بيان لها تمسكها بحقها المشروع في الحفاظ على الأراضي السورية بكافة الوسائل التي يكفلها القانون الدولي.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الأمنية السورية نفذت عمليات إعدام ميدانية راح ضحيتها 12 مدنيًا من الطائفة الدرزية، وذلك بعد اقتحام مضافة لعائلة آل رضوان داخل المدينة يوم الثلاثاء.

وفقًا للمرصد، فإن عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية السورية نفذوا هذه الإعدامات بعد اقتحام المضافة، حيث تم تداول مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر عددًا من الضحايا بملابس مدنية، مضرجين بالدماء، بعضهم ملقى على الأرض وآخرون على الأرائك، فضلًا عن صور مشايخ دروز مطروحة على الأرض، وأثاث مبعثر ومخرب.

عمليات إذلال متعمد للدروز

إلى جانب ذلك، أظهرت مشاهد أخرى تعرض عدد من الرجال لعمليات إذلال متعمد، تمثلت في قص شواربهم عنوة، مما أثار موجة غضب واستياء واسع في أوساط المجتمع المحلي.

كما وثقت تسجيلات مصورة حالة نزوح جماعي لعائلات من المدينة باتجاه القرى والبلدات المجاورة، في ظل تصاعد المخاوف من اشتباكات جديدة أو حملات اعتقال مفاجئة.

تظهر هذه المشاهد طوابير طويلة من السيارات المدنية المحملة بالأطفال والأمتعة، مع مغادرة البعض دون وجهة محددة نحو ريف المحافظة الشرقي والغربي.

جاءت هذه التطورات بعد موجة من العنف اندلعت عقب حادثة اعتداء طالت شابًا من أبناء السويداء على يد مجموعة مسلحة من أبناء العشائر قرب حاجز المسمية، مما أسفر عن سلسلة من عمليات الخطف المتبادل والاشتباكات المسلحة التي أسفرت خلال 48 ساعة فقط عن مقتل 116 شخصًا.

في محاولة لاحتواء الموقف، سُجل انسحاب للآليات العسكرية الثقيلة التابعة للنظام السوري من شوارع المدينة، وتسليم مهام الانتشار إلى قوى الأمن العام.

وأفادت المصادر بأن دبابات ومدرعات كانت منتشرة في المدينة انسحبت لاحقًا، في ما يبدو أنه محاولة لتهدئة الشارع الغاضب بعد الانتقادات الواسعة لاستخدام الأسلحة الثقيلة في مناطق سكنية، وما رافقها من انتهاكات.

جيش الاحتلال يدخل على خط الأزمة

وفي وقت سابق، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن قوات الجيش بدأت هجومًا على آليات عسكرية تابعة للنظام السوري في السويداء، موضحًا أن العملية جاءت “بتوجيهات من المستوى السياسي”.

وقال أدرعي عبر حسابه على منصة “إكس” إنه بتوجيهات من المستوى السياسي، بدأ جيش الاحتلال بمهاجمة آليات عسكرية تابعة للنظام السوري في منطقة السويداء جنوب سوريا.

وأشار إلى أن هذا التصعيد الإسرائيلي جاء بعد رصد تحركات لقوافل عسكرية سورية منذ يوم أمس، تضمنت ناقلات جند مدرعة ودبابات تتجه نحو السويداء.

وأضاف أن جيش الدفاع قام بمهاجمة عدد من هذه الآليات، بما فيها دبابات، ناقلات جند، وقاذفات صاروخية، إضافة إلى استهداف الطرق المؤدية للمنطقة لعرقلة وصول التعزيزات.

وأكد أدرعي أن الجيش الإسرائيلي لا يزال في حالة تأهب ومراقبة مستمرة لتطورات الوضع، واستعداد للتعامل مع جميع السيناريوهات المحتملة.