جماعة أنصار الله تهاجم مواقع إسرائيلية بطائرات مسيّرة

أعلن يحيى سريع، المتحدث الرسمي باسم الحوثيين في اليمن، اليوم عن تنفيذ هجوم بطائرات مسيّرة استهدف هدفًا عسكريًا للاحتلال الإسرائيلي في صحراء النقب، بالإضافة إلى ميناء أم الرشراش (إيلات)، وجاء هذا الإعلان في سياق التصعيد المستمر في المنطقة، حيث تتبادل عدة أطراف الهجمات والردود العسكرية في محيط الصراع الإقليمي.

جماعة أنصار الله تهاجم مواقع إسرائيلية بطائرات مسيّرة
جماعة أنصار الله تهاجم مواقع إسرائيلية بطائرات مسيّرة

حرب مفتوحة

وفي نوفمبر من عام 2023، بدأت جماعة أنصار الله الحوثية في اليمن الانخراط في حرب مفتوحة مع الاحتلال الإسرائيلي دعمًا لقطاع غزة ومقاومته، بعد أن استولت على سفينة شحن إسرائيلية في البحر الأحمر، ويرفض الحوثيون وقف هجماتهم على الاحتلال الإسرائيلي رغم الضربات الأمريكية والإسرائيلية القوية التي تلقتها الجماعة، ويرهنون وقف استهدافاتهم بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

الضغوط الإسرائيلية على واشنطن

في الآونة الأخيرة، طالبت إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية باستئناف ضرباتها الجوية على جماعة الحوثيين في اليمن مع تصاعد هجمات الجماعة الصاروخية عليها واستهداف السفن في البحر الأحمر، في سياق ما تقول إنه إسناد للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ولن يتوقف إلا بوقف إطلاق النار في القطاع، وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الاحتلال الإسرائيلي برر طلبه بـ”تزايد إطلاق الصواريخ من اليمن باتجاه العمق الإسرائيلي، وتصاعد هجمات الحوثيين العنيفة على السفن في البحر الأحمر”.

ونفذ الحوثيون منذ مطلع الأسبوع الماضي هجمات أسفرت عن إغراق سفينتين في البحر الأحمر، وخطف عدد من البحارة، بالإضافة إلى مقتل 60 شخصًا خلال الهجوم على سفينة “إيترنتي سي” مساء الاثنين، كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مؤخرًا أنه رصد واعترض أكثر من صاروخ أُطلق من اليمن، والخميس الماضي، أعلنت جماعة الحوثي تنفيذ ما وصفته بـ”عملية عسكرية نوعية” استهدفت مطار اللد – بن غوريون قرب تل أبيب، بصاروخ باليستي من طراز “ذو الفقار”.

وأكد المتحدث العسكري للجماعة، يحيى سريع، استمرار الحوثيين في “توسيع نطاق عملياتهم العسكرية ضد إسرائيل، ما دام عدوانها مستمرًا على الشعب الفلسطيني”، مشيرًا إلى أن الجماعة تطور قدراتها الصاروخية وتوسع نطاق الحصار البحري المفروض على السفن المرتبطة بإسرائيل.

وقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة

وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلنت، بشكل مفاجئ في مايو الماضي، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع جماعة الحوثي بوساطة عُمانية، دون التنسيق مع إسرائيل، وقد واجهت الحملة الأمريكية على الحوثيين صعوبات منذ بدايتها، لا سيما وأن أنصار الله نجحوا في إسقاط ما لا يقل عن 7 طائرات أمريكية مسيّرة، تقدر بملايين الدولارات، كما ذكر عدد من المسؤولين الأمريكيين أن الضربات الجوية الأمريكية على الحوثيين كان تأثيرها محدودًا، وفق شبكة “سي إن إن” الأمريكية، وزعم ترامب، في أعقاب وقف إطلاق النار مع الحوثيين، أن واشنطن حققت نتيجة جيدة للغاية، قائلًا: “لقد تلقّوا ضربات قوية، لكنهم يملكون قدرة هائلة على تحمّل الضربات.. تحمّلوا ذلك وأظهروا شجاعة كبيرة”

وأضاف ترامب أن الحوثيين قدموا التزامًا بعدم مهاجمة السفن مجددًا، وأن واشنطن ستحترم كلمتهم، مع الترقب لما سيحدث لاحقًا، ومن غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستعتبر الاستهدافات الأخيرة للسفن في البحر الأحمر من قبل الحوثيين انتهاكًا للاتفاقية.