انتشار صور المتحف اليوناني الروماني يثير قلق الشماع حول الإهمال في الآثار

أعرب المؤرخ المعروف بسام الشماع عن استيائه من الفيديو والصور المتداولة حول المتحف اليوناني الروماني، حيث وصف الوضع بأنه كارثة بكل المقاييس، إذ يظهر الفيديو طريقة غير آمنة تمامًا لرفع ونقل قطعة أثرية، وهي تشكل خطرًا على كل من البشر والحجر على حد سواء.

انتشار صور المتحف اليوناني الروماني يثير قلق الشماع حول الإهمال في الآثار
انتشار صور المتحف اليوناني الروماني يثير قلق الشماع حول الإهمال في الآثار

تعليق خبير

جاء ذلك في إطار تعليقه على مجموعة من الصور التي رصدت مراحل تجهيز المتحف اليوناني الروماني في الإسكندرية، تمهيدًا للافتتاح، حيث أظهرت الصور مشاهد سلبية عديدة في التعامل مع الآثار وفقًا لما أكده عدد من الخبراء والمتخصصين.

وأضاف الشماع أن الفيديو يظهر خمسة عمال، منهم واحد فقط يرتدي خوذة، مما يعني أن أي سقوط للقطعة أو أجزاء منها قد يؤدي إلى إصابات خطيرة في الرأس.

كما أشار إلى أن الصور تكشف عن إهمال شديد في التعامل مع الآثار، حيث يظهر أحد الأشخاص داخل فاترينة تحتوي على قطع أثرية، بينه وبينها مسافة سنتيمترات قليلة، ومع أي حركة خاطئة بنسبة 1% قد تتحطم تلك القطع الأثرية، وهو ما حدث فعلاً حيث أظهرت الصور تحطم بعض القطع الأثرية.

تفاصيل

يُذكر أن المتحف اليوناني الروماني يعد من أبرز المتاحف المصرية، وقد حظي باهتمام كبير من الدولة المصرية، حيث تم بذل جهود ضخمة لإعادة المبنى إلى رونقه، ولم تدخر الدولة المصرية أي جهد في توفير الإمكانيات اللازمة للمتخصصين لضمان خروج المتحف بأفضل صورة ممكنة.

افتتاح المتحف اليوناني الروماني

منذ افتتاح المتحف اليوناني الروماني، ظهرت عدة مشكلات ملحوظة، كان أبرزها تحطم قطع أثرية وفقدان خريطة أثرية، بالإضافة إلى مشكلات في المخازن الخاصة بالمتحف، وقد حاولنا استيضاح أسباب تلك المشكلات من خلال التواصل مع عدة مصادر ومسؤولين في وزارة السياحة والآثار، لكن لم نتلق ردودًا شافية.

في هذا السياق، حصل موقع خبر صحعلى صور خاصة من المتحف اليوناني الروماني، تكشف كواليس فترة إعداد المتحف للعرض، حيث أظهرت الصور أن عملية وضع القطع في الفتارين تمت بطرق غير علمية وفقًا لمصادر من المجلس الأعلى للآثار.

قال مصدر من المجلس الأعلى للآثار إن الصور توضح بشكل جلي الفوضى التي سادت أثناء ترتيب قطع المتحف داخل الفتارين، مما أدى إلى تحطم عدة قطع أثرية، وقد حصلنا على صورة لإحدى القطع المحطمة.

عمال يتعاملون مع الأثر

وأشار المصدر إلى أن الصور التي ينفرد موقع خبر صحبنشرها أظهرت عمال شركة النقل وهم يتعاملون مع الأثر بشكل مباشر خلال عمليات ترميم، وهو ما يُعتبر كارثة أثرية، حيث تساءل المصدر عن سبب موافقة رئيس القطاع، الذي كان موجودًا أثناء عمليات “رص” القطع، على مثل هذا التصرف، مع العلم أنه مرمم ويدرك تمامًا مخاطر تناول الأثر من غير المتخصصين.

وأضاف أن هناك صورة تُظهر أحد الأشخاص وهو واقف بالكامل داخل فاترينة العرض، بجانب قطع أثرية موضوعة على لوح زجاجي، ولو حدث أي خطأ بنسبة 1%، لأدى ذلك إلى تحطم اللوح الزجاجي وسقوط القطع الأثرية، وتساءل المصدر كيف يمكن التعامل بهذا الشكل مع القطع الأثرية.

فيديو نقل قطعة أثرية

كما أشار المصدر إلى وجود فيديو آخر يُظهر حمل قطعة أثرية ثقيلة بواسطة ونش دون الحد الأدنى من التأمين، مما كان يهدد بسقوطها وتحطمها.

عملية رش دوكو بجانب الأثر

أضاف المصدر أن إحدى الصور أظهرت فنيًا يقوم برش الحوائط بمادة خاصة بالدهانات “دوكو”، بينما كانت القطع الأثرية معلقة على ذات الحائط، مما يعني أنها تعرضت لرذاذ تلك المادة الكيميائية، وتساءل المصدر لماذا لم يتم الرش قبل وضع القطع، أو لماذا لم يتم تغليفها أثناء الرش.

كل ما سبق تم رصده خلال ترتيب القطع الأثرية في المتحف اليوناني الروماني، وهو ما يعكس حالة من الفوضى أدت إلى تحطم عدد من القطع الأثرية، بالإضافة إلى فقدان خريطة أثرية، وفقًا لما أكدته المصادر لموقع نيوز رووم.

إجراءات إدارية

علم موقع خبر صحأن الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار قد اطلع على تلك الصور، واعتبر الأمر كارثة، وقد أحال القضية برمتها إلى النيابة التي تتولى التحقيق حاليًا.

وعلى صعيد آخر، علم موقع خبر صحأن هناك أنباء عن ترقية رئيس قطاع المتاحف ليصبح رئيسًا لقطاع المشروعات، مما يثير التساؤلات حول كيفية إصدار مثل هذا القرار بعد تحويل مخالفات المتحف، الذي كان تحت رئاسته، إلى النيابة.