العملات المشفرة استثمار عالي المخاطرة وليست بديلاً عن الذهب

عاد النقاش حول مستقبل العملات الرقمية، وخاصة البيتكوين، كأداة تحوط محتملة أو “ملاذ آمن” في ظل الأوضاع الاقتصادية المتقلبة، حيث يزداد إقبال المستثمرين الأفراد والمؤسسات على هذا النوع من الأصول.

العملات المشفرة استثمار عالي المخاطرة وليست بديلاً عن الذهب
العملات المشفرة استثمار عالي المخاطرة وليست بديلاً عن الذهب

تصنيف البيتكوين كملاذ آمن لا يزال محل جدل

في هذا السياق، أوضح الخبير الاقتصادي أحمد معطي أن تصنيف البيتكوين كملاذ آمن لا يزال موضوعًا مثيرًا للجدل، حيث أظهر البيتكوين في فترات معينة قدرته على الاحتفاظ بالقيمة وسط تراجع بعض الأسواق، لكنه لا يزال بعيدًا عن كونه بديلاً حقيقيًا للذهب أو الدولار في أوقات الأزمات.

وأضاف معطي أن طبيعة العملات الرقمية، وبشكل خاص البيتكوين، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمبدأ الندرة، إذ إن المعروض منه محدود بـ21 مليون وحدة، ما يمنحه ميزة فريدة بين الأصول الأخرى.

لكن هذه الندرة لا تعني الاستقرار، فالبيتكوين لا يزال عرضة للتقلبات السوقية، والتصريحات التنظيمية، والأخبار المتعلقة بالشركات الكبرى والبنوك المركزية، كما أشار معطي.

وأكد معطي أن العملات المشفرة تقدم فرصًا استثمارية كبيرة، خاصة للمستثمرين القادرين على تحمل مخاطر مرتفعة، مشيرًا إلى أن دخول البيتكوين في محافظ بعض المؤسسات المالية العالمية يعكس تحسنًا نسبيًا في النظرة العامة لهذه الأصول.

الاستثمار في العملات الرقمية

لكنه حذر من الدخول العشوائي في السوق، مؤكدًا أن الاستثمار في العملات الرقمية يجب أن يكون جزءًا من استراتيجية مالية متوازنة، وليس بديلاً عن أدوات الاستثمار التقليدية، كما ينبغي أن يستند إلى فهم عميق للتكنولوجيا والسوق، وليس مجرد المضاربة.

وتناول معطي أهمية التنظيم القانوني للعملات الرقمية، معتبرًا أن أي تحول حقيقي في اعتبارها ملاذًا آمنًا يتطلب وجود إطار تشريعي واضح يضمن حماية المستثمرين ويضبط التعاملات داخل السوق.

وأوضح أن الغموض القانوني والتفاوت بين مواقف الدول لا يزالا عاملين أساسيين يحدان من استقرار هذه السوق، إذ إن أي حظر أو تشديد تنظيمي في دولة كبرى يؤثر بشكل مباشر على الأسعار عالميًا.

كما ذكر أن العملات الرقمية أداة مالية متطورة، وليست ملاذًا بالمعنى التقليدي، لذا يجب على من يدخل هذا السوق أن يدرك المخاطر قبل أن يُغريه العائد.

واختتم أحمد معطي تصريحاته بالتأكيد على أن العملات الرقمية، وفي مقدمتها البيتكوين، لا تمثل بديلًا حاليًا للأصول الآمنة التقليدية، لكنها توفر فرصة استثمارية لفئات معينة من المستثمرين.