من هم الدروز ومعلومات عن عقيدتهم ودورهم السياسي في الشرق الأوسط

نشأت الدعوة الدرزية في مطلع القرن الحادي عشر كمذهب متفرع من المذهب الإسماعيلي، الذي يُعتبر ثاني أكبر فروع الشيعة، إذ يؤمن أتباعه بوحدانية الله وبمبادئ توحيد عميقة تجمع بين الدين والفلسفة، كما أن تعاليمهم مقسمة بين “خطاب ظاهر” و”خطاب باطن”، حيث يعتمدون على 7 وصايا أساسية منها الصدق، حفظ الأخوة، والبراءة من الظلم، ويؤمنون بالتقمص كجزء من عقيدتهم، ومناسباتهم الدينية تتشارك أحيانًا مع مذاهب أخرى، لكن تعاليمهم تبقى محصورة داخل الطائفة، مع تفضيلهم الزواج داخلها للحفاظ على خصوصيتهم.

من هم الدروز ومعلومات عن عقيدتهم ودورهم السياسي في الشرق الأوسط
من هم الدروز ومعلومات عن عقيدتهم ودورهم السياسي في الشرق الأوسط

التوزع السكاني والانتشار الجغرافي

في سوريا.

يُقدّر عدد الدروز بأكثر من مليون نسمة، يعيش معظمهم في مناطق جبلية في سوريا ولبنان وإسرائيل والأردن، حيث يتركزون في محافظة السويداء ومعاقل أخرى قريبة من دمشق، ويُقدّر تعدادهم بحوالي 700 ألف.

في لبنان.

أما في لبنان، فيتوزعون في جبال الوسط وجنوب البلاد، وفي إسرائيل يعيشون في الجليل والجولان ومناطق أخرى، مع اعتراف رسمي بالطائفة وقيادة روحية مستقلة، ورغم كونهم أقلية، فقد لعب الدروز أدواراً سياسية مهمة عبر التاريخ، حيث كان الزعيم كمال جنبلاط رمزاً بارزاً في لبنان، بينما خاض سلطان باشا الأطرش ثورة ضد الانتداب الفرنسي في سوريا.

في إسرائيل.

وفي إسرائيل، يندمج الدروز بشكل كامل في الدولة، حيث يخدمون في الجيش، مما يمنحهم موقعاً مميزاً، وفي سوريا، حاولت الطائفة البقاء خارج النزاع المباشر، لكن الاشتباكات الأخيرة في السويداء أدت إلى مقتل مئات، مع تدخل إسرائيلي وجدل سياسي وديني محتدم بين الأطراف.

الأحداث الأخيرة في السويداء

شهدت السويداء في جنوب سوريا اشتباكات دامية بين مسلحين من الدروز والبدو، مما أدى لمقتل نحو مئة شخص، حيث تدخلت القوات الحكومية لفرض وقف إطلاق النار، لكن إسرائيل شنت غارات جوية استهدفت هذه القوات، مؤكدة التزامها بحماية الدروز ومنع الانتشار العسكري في الجنوب السوري، هذا التصعيد كشف عن هشاشة التوازنات وأثار مخاوف من انزلاق الطائفة إلى صراع أوسع.

وفي ظل التصعيد، تباينت مواقف القادة الدروز، حيث دعا الزعيم اللبناني وليد جنبلاط لتجنب جر الطائفة إلى صراعات دموية، بينما أكدت فصائل دينية وعسكرية درزية في سوريا أنهم جزء لا يتجزأ من الدولة، وفي إسرائيل، دعا الزعيم الروحي موفق طريف إلى حماية الدروز في سوريا، في حين يعكس الصراع إشكالية نفوذ معقد يمتد على ثلاثة دول، يختلط فيه الدين بالسياسة والتاريخ.

ويبقى الدروز أقلية فريدة من نوعها في الشرق الأوسط، تجمع بين عمق عقيدي وحضور سياسي متوازن، لكنهم اليوم يواجهون اختبارات حاسمة بين الحفاظ على خصوصيتهم وأدوارهم التقليدية، وسط أزمات عميقة في محيطهم الإقليمي.