كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عن فتح بوابات سد تاكيزى على نهر عطبرة في إثيوبيا، والذي يمد نهر النيل بحوالي 11 مليار م³ سنويًا، أي ما يعادل 13% من إجمالي تدفقه، وقد تم افتتاح هذا السد في 15 نوفمبر 2009 بارتفاع 188 مترًا وسعة تخزينية تصل إلى 9 مليار م³، ويقوم بإنتاج 300 ميجاوات من الكهرباء، مشيرًا إلى أن تدفق المياه من سد تاكيزى يتجه نحو سدي أعالي عطبرة وستيت، ثم إلى سد خشم القربة في السودان، قبل أن يصل إلى النيل الرئيسي متجهًا إلى بحيرة ناصر.

اقرأ كمان: إتاحة أرقام جلوس الثانوية العامة على موقع وزارة التعليم غداً
فتح بوابات سد تاكيزى مع استمرار غلق سد النهضة
وأضاف شراقي عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “تقترب بحيرة سد النهضة من استعادة المخزون السابق البالغ 60 مليار م³ عند منسوب 638 مترًا خلال أيام قليلة، حيث يبلغ الآن حوالي 58 مليار م³ عند منسوب 637 مترًا، لذا يجب فتح بوابات المفيض كما حدث في 5 سبتمبر الماضي، أما الاحتمال الثاني فهو إبقاء الغلق لتجربة تدفق المياه أعلى الممر الأوسط، وهذا يحتاج إلى 4 مليار م³ إضافية تكتمل في أسبوع، حيث أن معدل التدفق حاليًا يبلغ حوالي 300 مليون م³ يوميًا، وبالتالي من المتوقع تدفق المياه من بوابات المفيض خلال أيام، أو من أعلى الممر الأوسط بنهاية الشهر الجاري.
وتابع: “في جميع الأحوال، سيظل تشغيل التوربينات ضعيفًا، وستتدفق المياه نحو السودان ومصر، والسد العالي جاهز لاستقبال المياه في أي وقت، سواء من التوربينات أو بوابات المفيض أو أعلى الممر الأوسط.”
أثنى عدد من البرلمانيين على تعامل مصر مع أزمة سد النهضة الإثيوبي، مؤكدين أن هذا الأمر يتم من خلال إجراءات مدروسة وحاسمة تعكس حكمة القيادة السياسية في هذا الملف المهم.
إجراءات مدروسة وحاسمة تعكس حكمة القيادة السياسية
وأشاد النائب محمد عبد الله زين الدين، عضو مجلس النواب، بتصريحات الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، بشأن ملف سد النهضة الإثيوبي، مؤكدًا أن هذا الملف يمس الأمن القومي المصري، ويُعتبر قضية ذات أولوية قصوى وحساسة بالنسبة للدولة المصرية.
وأشار زين الدين في بيان أصدره اليوم إلى تأكيد الوزير على أن التعامل مع أزمة سد النهضة يتم عبر منظومة الدولة بالكامل، وليس من منطلق عاطفي، بل من خلال إجراءات مدروسة تعكس حكمة القيادة السياسية في إدارة هذا الملف الحيوي.
وأكد عضو البرلمان على المتابعة المستمرة واليومية التي تبذلها القيادة السياسية، وعلى الاجتماعات المتكررة التي تعقدها مؤسسات الدولة لتقييم الوضع المائي، مما يعكس اهتمامًا استثنائيًا بمسألة المياه وتأمينها، وهو ما يبعث على الطمأنينة في نفوس المصريين على اختلاف توجهاتهم السياسية والشعبية.
إحباط كل المؤامرات والمخاطر
وأعرب النائب زين الدين عن ثقته التامة في سياسات الرئيس عبد الفتاح السيسي الداخلية والخارجية، مؤكدًا أن وقوف المصريين صفًا واحدًا خلف قيادتهم الحكيمة كان السبب الأساسي في إحباط كل المؤامرات والمخاطر التي تهدد الوطن من الداخل والخارج.
واختتم البيان بتحية قلبية للشعب المصري العظيم الذي يظل سندًا حقيقيًا للدولة في جميع الظروف، مجددًا التأكيد على أن وحدة الصف الوطني هي الدرع الحصين أمام التحديات التي تواجه مصر.
تعزيز التعاون الدولي
من جانبها، ثمنت الدكتورة حنان وجدي، رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب الحرية المصري ومرشحة الحزب بمجلس الشيوخ ضمن القائمة الوطنية، كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي التي تناولت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول السلام في المنطقة وقضية سد النهضة، معتبرة أن هذه التصريحات تعكس موقف مصر الثابت في حماية حقوقها المائية وأمنها القومي.
وقالت وجدي في تصريحات خاصة إن خطاب الرئيس السيسي أكد بوضوح على ضرورة تعزيز التعاون الدولي لتحقيق الاستقرار الإقليمي وحل النزاعات عبر الحوار والدبلوماسية، مشيرة إلى أن تصريحات ترامب التي وصف فيها موقف مصر في ملف سد النهضة بالشرعي والعادل تمثل دليلاً على تزايد الوعي الأمريكي بخطورة التصرفات الأحادية التي قد تهدد الأمن المائي لدول المصب.
مقال مقترح: احتفال وزارة الأوقاف بالعام الهجري الجديد في مسجد الإمام الحسين
وأضافت أن الرئيس السيسي أبان، كعادته، حنكة سياسية وحكمة في التأكيد على أهمية الحلول السلمية لتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، مؤكدة أن مصر لن تتنازل عن حقوقها التاريخية في مياه النيل، وستواصل جهودها بقيادة حازمة للحفاظ على أمنها القومي.
اتفاق عادل وملزم بشأن سد النهضة
وأكدت وجدي أن مثل هذه التصريحات الدولية الإيجابية تساهم في دفع المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته وممارسة دوره الفاعل لضمان التوصل إلى اتفاق عادل وملزم بشأن سد النهضة، معربة عن أملها في أن يكون هناك توافق دولي يراعي مصالح دول المصب.
واختتمت رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب الحرية المصري بتأكيد دعمها الكامل للقيادة السياسية في مواقفها الوطنية، خاصة فيما يتعلق بقضية المياه التي وصفتها بـ”قضية وجود لا تقبل المساومة أو التهاون”، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لضمان أمن واستقرار شعوب المنطقة.