إغلاق ميناء إيلات بسبب هجمات الحوثيين على إسرائيل

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأربعاء، بأن سلطات الاحتلال اتخذت قرارًا بإغلاق ميناء إيلات بشكل كامل، وذلك في ظل تصاعد هجمات جماعة أنصار الله (الحوثيين) التي استهدفته بشكل متكرر.

إغلاق ميناء إيلات بسبب هجمات الحوثيين على إسرائيل
إغلاق ميناء إيلات بسبب هجمات الحوثيين على إسرائيل

إيلات في مرمى الحوثي.. إسرائيل تغلق الميناء بالكامل

وأوضحت القناة 12 العبرية أن القرار ينص على تعليق جميع أنشطة الميناء اعتبارًا من الأحد المقبل، في ضوء التهديدات المتزايدة والهجمات المستمرة من الحوثيين.

ويأتي هذا القرار بعد أن أعلن الحوثيون، مساء أمس الثلاثاء، تنفيذ هجوم مزدوج باستخدام ثلاث طائرات مسيّرة استهدفت ميناء إيلات (أم الرشراش) بالإضافة إلى منطقة عسكرية في النقب جنوبي إسرائيل.

وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، في بيان مصوّر، إن الطائرات المسيّرة أصابت هدفًا عسكريًا حساسًا في النقب، إلى جانب الميناء، مؤكدًا أن العملية “حققت أهدافها بنجاح”.

وأضاف سريع أن هذه العملية تأتي “انتصارًا لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه، ورفضًا للإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو في غزة”.

ويواصل الحوثيون، الذين يسيطرون على مناطق واسعة من اليمن منذ أكثر من عقد، استهداف إسرائيل والسفن المرتبطة بها في البحر الأحمر، مؤكدين أن هجماتهم تأتي في إطار دعمهم للشعب الفلسطيني، خاصة مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.

ما مدى تأثير هجمات الحوثيين في البحر الأحمر على التجارة العالمية؟

يشهد البحر الأحمر منذ قرابة العامين تصعيدًا خطيرًا في مستوى التهديدات الأمنية، نتيجة سلسلة من الهجمات التي نفذتها جماعة الحوثي ضد السفن التجارية.

هذا التصعيد، الذي تزامن مع دعم استخباراتي وعسكري من إيران، أدى إلى خلق واقع معقد يهدد استقرار أحد أهم الممرات البحرية في العالم، ويُلقي بظلاله على الاقتصاد العالمي والتوازنات الإقليمية.

مناورات عسكرية ومخاوف استراتيجية

منذ أواخر عام 2023، صعّد الحوثيون من عملياتهم البحرية، معتمدين على أساليب متطورة تشمل الطائرات المسيّرة والصواريخ الموجهة، في استهداف مباشر لسفن الشحن، خصوصًا تلك المرتبطة بإسرائيل، أو حلفاء غربيين مثل أمريكا وبريطانيا.

وقد أدت العملية العسكرية الحوثية الأخيرة إلى إغراق سفن مثل “ماجيك سيز”، مما أثار المخاوف من أزمة جديدة تهدد سلاسل الإمداد والتجارة العالمية، وسط محاولات دولية لاحتواء الموقف من خلال تدخلات عسكرية ومهام بحرية مشتركة.

خمس مراحل من التصعيد البحري الحوثي

وفقًا لتقارير استخباراتية، قسمت جماعة الحوثيين استراتيجيتها الهجومية في البحر الأحمر إلى خمس مراحل على النحو التالي:

  • 1. المرحلة الأولى (نوفمبر 2023): استهداف السفن المرتبطة مباشرة بإسرائيل
  • 2. المرحلة الثانية (ديسمبر 2023): توسيع الاستهداف ليشمل السفن التي زارت موانئ إسرائيلية أو تربطها علاقات غير مباشرة بها
  • 3. المرحلة الثالثة (يناير 2024): مهاجمة السفن ذات العلاقة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة
  • 4. المرحلة الرابعة (مايو 2024): استهداف السفن المملوكة لأطراف تشغّل أو تمتلك سفنًا زارت موانئ إسرائيلية
  • 5. المرحلة الخامسة (يوليو 2024): إعلان مرحلة جديدة بعد استهداف تل أبيب بطائرة مسيرة، تمثل تكثيفًا لحرب بحرية مفتوحة متعددة الجبهات

ورافقت العمليات توسع في القدرات اللوجستية والعسكرية للحوثيين، إذ ارتفع عدد مقاتليهم إلى نحو 350 ألفًا بحلول نهاية 2024، بعد حملة تجنيد منظمة، مقابل 220 ألفًا في عام 2022، كما لجأت الجماعة إلى إنشاء شبكات خنادق وأنظمة تمويه لتفادي الضربات الجوية الأمريكية.