أعرب الدكتور مدير معهد لندن للدراسات الاستراتيجية وأستاذ العلاقات الدولية، عن قلقه العميق تجاه تطورات الأوضاع في سوريا، واصفًا ما يحدث بأنه يعكس فشلًا مركبًا في إدارة التنوع الطائفي والعرقي، بالإضافة إلى تحول الهجمات الإسرائيلية المتكررة إلى ما يشبه “هندسة سياسية” تهدف إلى تفريغ النظام السوري من الداخل

ممكن يعجبك: التنحي وسيارة شاومي .. صفعتان لإيلون ماسك
وفي تدوينة نشرها عبر حسابه على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، أشار فندي إلى أن:”تعريف الدولة الفاشلة هو الدولة التي تعجز عن تحويل تنوّعها العرقي والطائفي والثقافي إلى قوة، بل تحوّله إلى صراع، فهي ليست فقط ضعيفة، بل تُكتب شهادتها بالفشل”
تعريف الدولة الفاشلة.
ممكن يعجبك: استقالة احتجاجية تثير قلق اليهود البريطانيين ومجلس النواب في مفترق طرق
الدولة التي تعجز عن تحويل تنوّعها العرقي والطائفي والثقافي إلى قوة، وتحوّله بدلًا من ذلك إلى صراع… ليست فقط ضعيفة، بل تُكتب شهادتها بالفشل.
— Mamoun Fandy (@mamoun1234).
كما كتب فندي في تدوينة أخرى:”إن الضربات الإسرائيلية المتكررة على دمشق لم تعد مجرد رسائل أمنية، بل تبدو كجزء من نظرية تفريغ الهواء من النظام، تمهيدًا لشفط قوى جديدة تأخذ مكانه، وما يحدث ليس دعمًا لثورة ولا ردعًا لإيران، بل هندسة هادئة لنظام بديل”
الضربات الإسرائيلية المتكررة على دمشق لم تعد مجرد رسائل أمنية، بل تبدو كجزء من نظرية “تفريغ الهواء” من النظام، تمهيدًا لشفط قوى جديدة تأخذ مكانه، وما يجري ليس دعمًا لثورة ولا ردعًا لإيران، بل هندسة هادئة لنظام بديل.
— Mamoun Fandy (@mamoun1234).
في السياق نفسه، أعلن حكمت الهجري، أحد شيوخ العقل الثلاثة لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، مساء الأربعاء، عن رفضه لوقف إطلاق النار في السويداء، وذلك بعد إعلان الشيخ يوسف الجربوع، شيخ عقل آخر، التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية يضمن وقف القتال في المنطقة.
وأوضح الجربوع أن الاتفاق يشمل اندماج السويداء ضمن الدولة السورية، وتحمل الحكومة مسؤولية أمن المدينة، بالإضافة إلى حل الأزمة وتسليم السلاح المنتشر، ومحاسبة مرتكبي الجرائم التي وقعت في الأيام الماضية بحق أبناء السويداء.
وفي المقابل، أعرب الهجري عن رفضه لهذا الاتفاق، مما يعكس وجود انقسام داخل طائفة الموحدين الدروز بشأن مستقبل المدينة وطريقة التعامل مع الأزمة القائمة.
الهجري يرفض الاتفاق ويدعو للمزيد من الاقتتال
يأتي رفض الهجري، المعروف بقربه من الحكومة الإسرائيلية، والداعي لإقامة حكم ذاتي في السويداء وبعض الطروحات الانفصالية عن سوريا، ليؤجج الوضع ويهدد استمرار اتفاق وقف إطلاق النار في مهده.
لا سيما وأن الهجري دعا إلى ما سماه “الاستمرار في الدفاع المشروع، والقتال حتى تحرير كامل تراب محافظة السويداء” ممن سماهم “العصابات”، دون قيد أو شرط، مؤكدًا أن ذلك “واجب وطني وإنساني وأخلاقي لا تهاون فيه”.
كما وجّه الهجري حديثه إلى قوات من سماهم بـ”العصابات”، داعيًا إياهم إلى تسليم أنفسهم إلى شباب “الدروز الأبطال”، مؤكدًا أن من يُلقِ سلاحه، فهو في عهدتهم، ولن يُنكّل به، قائلًا إن ذلك “من شيمنا وأخلاقنا التي تربّينا عليها، ولا نقابل الباطل بمثله، بل نرتقي عليه بثبات الحق وعدالة القيم”.
بعد ذلك، وجّه خطابًا إلى الرأي العام المحلي والعالمي، قائلًا: “لا يوجد أي اتفاق أو تفاوض أو تفويض مع هذه العصابات المسلحة التي تُسمي نفسها زورًا حكومة”
وحذّر من أن أي شخص أو جهة تخرج عن هذا الموقف الموحّد، وتقوم بالتواصل أو الاتفاق من طرف واحد، ستُعرّض نفسها للمحاسبة القانونية والاجتماعية دون استثناء أو تهاون، في إشارة منه إلى الشيخ يوسف جربوع، الذي أعلن عن التوصل إلى اتفاق.
الشيخ جربوع يرد
في حين ردّ الشيخ يوسف جربوع على تلك التصريحات، قائلًا عبر شبكة “سكاي نيوز”، إنه يحترم موقف الهجري برفض الاتفاق، لكن ليس من حقه أن يصادر رأي باقي مشايخ عقل الطائفة الدرزية.
وأكد جربوع على أنه يركز على عودة سلطة الدولة إلى السويداء، وليس بمقدور أي شخص احتكار وحدة السلطة الروحية في السويداء، مؤكدًا أن وقف إطلاق النار جاء لحقن دماء أبناء السويداء، ولا خيار غير ذلك.