الجيش السوري يبدأ الانسحاب من مدينة السويداء بعد الاتفاق مع «الجربوع»

بدأ الجيش السوري عملية الانسحاب من مدينة السويداء، وذلك وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مع قيادات الطائفة الدرزية، وفي مقدمتهم.

الجيش السوري يبدأ الانسحاب من مدينة السويداء بعد الاتفاق مع «الجربوع»
الجيش السوري يبدأ الانسحاب من مدينة السويداء بعد الاتفاق مع «الجربوع»

القصف الإسرائيلي يعطّل عملية الانسحاب

وبحسب وزارة الدفاع السورية، فإن القوات السورية بدأت بالفعل في الانسحاب، إلا أن القصف الإسرائيلي المتواصل يعوق هذه العملية.

تقوم إسرائيل بقصف مقرات عسكرية ومناطق حكومية سورية منذ عدة أيام، وذلك على خلفية الأحداث الجارية في السويداء، حيث تعهد جيش الاحتلال بحماية الدروز في المدينة، ويسعى لإنشاء منطقة منزوعة السلاح في الجنوب السوري، واعتبرت أن وجود القوات السورية يتعارض مع هذه المساعي.

جاءت عملية الانسحاب أيضًا بعد دعوة الولايات المتحدة في وقت سابق إلى تنفيذ هذه الخطوة بهدف خفض التصعيد.

وفي هذا السياق، صرح وزير الخارجية الأمريكي بأن الولايات المتحدة اتفقت على خطوات محددة من شأنها إنهاء الأوضاع في سوريا قريبًا، كما أكد التلفزيون السوري الرسمي أن هناك اتفاقًا وشيكًا بين إسرائيل وسوريا برعاية أمريكية لإنهاء الأزمة.

بنود الاتفاق بين الحكومة وجربوع

وقعت الحكومة السورية اتفاقًا لتهدئة الأوضاع في السويداء مع الشيخ يوسف جربوع، إلا أن بعض الفصائل الدرزية المسلحة التي تتبع له رفضت هذا الاتفاق، ودعت إلى مواصلة القتال لطرد القوات الحكومية التي وصفتها بـ”العصابات”.

وتضمنت تفاصيل الاتفاق الذي أعلنه جربوع وساهم في تهدئة الأوضاع في السويداء النقاط التالية:
• إيقاف جميع العمليات العسكرية بشكل فوري، والتزام جميع الأطراف بوقف التصعيد وأي هجوم ضد القوات الأمنية وحواجزها، مع إعادة الجيش إلى ثكناته.
• تشكيل لجنة مراقبة مكونة من الدولة السورية والمشايخ للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار وضمان الالتزام به.
• نشر حواجز الأمن الداخلي والشرطة من الدولة ومنتسبي الشرطة من أبناء محافظة السويداء في جميع أنحاء المدينة والمناطق المجاورة، بهدف تعزيز الأمن وحماية المواطنين.
• الاستعانة بضباط وعناصر الشرطة الأكفاء من أبناء المحافظة لتولي مهام قيادية وتنفيذية في إدارة الملف الأمني.
• احترام حرمة البيوت وحياة المدنيين، وعدم المساس بأي منزل أو ممتلكات خاصة داخل المدينة أو في أي منطقة من مناطق المحافظة، مع الالتزام بحمايتها من أي اعتداءات.
• توافق على آلية لتنظيم السلاح الثقيل بالتعاون مع وزارتي الداخلية والدفاع، بما يضمن إنهاء مظاهر السلاح خارج إطار الدولة، بالتنسيق مع الوجهاء والقيادات المحلية والدينية، مع مراعاة الخصوصية الاجتماعية والتاريخية للمحافظة.
• الاندماج الكامل للسويداء ضمن الدولة السورية، والتأكيد على السيادة الكاملة للدولة على جميع أراضي المحافظة، بما في ذلك استعادة كافة مؤسسات الدولة وتفعيلها.
• إعادة تفعيل جميع مؤسسات الدولة في جميع مناطق السويداء، وفقًا للأنظمة والقوانين السورية.
• العمل على ضمان حقوق كافة المواطنين في السويداء، من خلال قوانين تضمن العدالة والمساواة بين جميع مكونات المجتمع السوري، ودعم السلم الأهلي.
• تشكيل لجنة مشتركة لتقصي الحقائق والتحقيق في الجرائم والانتهاكات التي حصلت، وتحديد المتسببين، مع تعويض المتضررين وفقًا للقوانين النافذة وبأقصى سرعة.
• تأمين طريق دمشق – السويداء من قبل الدولة، وضمان سلامة المسافرين.
• العمل الفوري على توفير كافة الخدمات الأساسية لمحافظة السويداء، من ماء وكهرباء ومحروقات وصحة.
• العمل على إطلاق سراح المعتقلين وكشف مصير المغيبين في الأحداث الأخيرة فورًا.
• تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة تنفيذ الاتفاق.

وأكد الشيخ يوسف جربوع أن هذا الاتفاق يمثل خطوة هامة نحو إعادة الثقة بين أبناء السويداء والدولة السورية، وضمان أمنهم واستقرارهم، وهدفنا هو أن تبقى سوريا موحدة، قوية، وآمنة لجميع أبنائها، بما في ذلك أهلنا في السويداء الذين سيكونون جزءًا هامًا من هذا الوطن العزيز.