الكوت تفتح جراح نينوى مجددًا: تكرار الموت وألم مستمر | فيديو

في ظل ألسنة اللهب التي اجتاحت المول التجاري في مدينة الكوت، وسقوط 50 ضحية بريئة، لم يكن الحريق مجرد كارثة، بل كان جرحًا يفتح ذكريات أليمة لفاجعة حريق الحمدانية في نينوى 2023، حيث تحولت الزغاريد إلى صرخات، والفرح إلى ركام، حين التهمت النيران قاعة أفراح مزدحمة، وسحبت معها أحلام 122 روحًا، خطفهم اللهيب أمام أعين أحبّائهم في مشهد لن يُمحى من ذاكرة العراق، واليوم، في الكوت، تكرّر المشهد ذاته مع نفس اللهيب، ونفس الإهمال، ونفس صرخات الأمهات الثكالى التي خنقت جدران المستشفيات وغصت بها ساحات الجنائز.

الكوت تفتح جراح نينوى مجددًا: تكرار الموت وألم مستمر | فيديو
الكوت تفتح جراح نينوى مجددًا: تكرار الموت وألم مستمر | فيديو

صدمة جديدة في حادث الكوت

وفي حادث الكوت، أعلن محافظ واسط، محمد جميل المياحي، اليوم الخميس، عن مصرع نحو 50 شخصًا في حريق هائل اندلع داخل مركز تجاري بمدينة الكوت شرقي العراق، حيث قال المياحي في بيان نشره عبر صفحته على فيسبوك: “فاجعة ومصيبة حلت علينا.. ننعى إليكم جمعًا من أبناء محافظتنا، من رجال ونساء وأطفال، فقدناهم في حادثة حريق مول الهايبرماركت المشؤوم.. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم”.

صباح الحزن والفواجع على العراقيين… بدأ هذا الصباح على أهالي الكوت بفاجعة أليمة، تمثلت في “حريق” داخل الهايبر ماركت الذي افتُتح قبل أيام قليلة، حيث طالت النيران أرواح العشرات من أبنائها، وسط تقصير حكومي فادح وبطء في استجابة كوادر الدفاع المدني، الرحمة والخلود للشهداء.

— حيدر الزيدي (@he_z54).

الحادثة التي صدمت العراق أعادت مشاهد الأحزان إلى الواجهة، وسط تساؤلات موجعة عن تكرار سيناريو الكوارث، وضعف إجراءات السلامة، وثمن الإهمال المدفوع من دماء الأبرياء.

نينوى لا يلتئم جراح الكارثة

وفي نينوى، لا تزال جراح الكارثة التي هزّت العراق مفتوحة، بعدما أعلنت دائرة صحة المحافظة، حينها، وصول ضحايا حريق زفاف الحمدانية إلى 122 قتيلاً، وبحسب التحقيقات الرسمية التي كشف عنها وزير الداخلية العراقي، عبد الأمير الشمري، حينها، فإن مالك قاعة “الهيثم” وثلاثة من موظفيه سمحوا بدخول 900 مدعوٍ إلى قاعة لا تتسع إلا لـ400 شخص، مؤكدًا أن الحادث كان “عرضيًا وغير متعمد” لكنه ناتج عن “قصور فادح وإهمال جسيم”.

وفي المقابل، رفض رئيس أساقفة أبرشية الموصل للسريان الكاثوليك، المطران بندكتوس يونان حنو، نتائج التحقيق ووصفها بـ”المخجلة”، منتقدًا إعفاء بعض المسؤولين المحليين من المحاسبة، ومتهمًا السلطات بالتستر قائلاً: “هناك أمور غير منطقية.. وكأن الفساد محصور فقط في بعض مديري الدوائر!”

كارثة الحمدانية التي حوّلت ليلة العمر إلى مأساة، اندلعت داخل قاعة الزفاف إثر استخدام ألعاب نارية، لتنقلب الأفراح إلى مأتم وطني، دفع السلطات لإعلان الحداد ثلاثة أيام، بينما بقيت صرخات الضحايا وذويهم تلاحق ضمير البلاد.