في خضم تصاعد أزمة المهاجم الفلسطيني وسام أبو علي مع النادي، تتجه الأنظار نحو الجانب الفني من الموقف، حيث يبرز التساؤل الأهم: هل سيتأثر الأهلي فنياً برحيل اللاعب، أم أن كتيبة المهاجمين المتاحة للجهاز الفني قادرة على سد الفراغ بسلاسة؟

من نفس التصنيف: محاضرة فنية للاعبي الأهلي قبل مواجهة بورتو في كأس العالم للأندية
على صعيد الأسماء، يبدو أن الأهلي يتمتع بقاعدة قوية، فالفريق يضم في مركز رأس الحربة لاعبًا موثوقًا وذو خبرة، وهو محمد شريف، الذي ساهم سابقًا في حسم بطولات عديدة بقميص المارد الأحمر وسجل أهدافًا حاسمة في دوري الأبطال والسوبر الإفريقي، كما يمتلك الأهلي في خط المقدمة صفقة أجنبية واعدة، وهي الغاني “جراديشار”، الذي يعول عليه الجهاز الفني بقيادة مارسيل كولر لقيادة الهجوم في الموسم المقبل، لما يمتلكه من مواصفات المهاجم المتكامل من حيث القوة البدنية والتمركز والقدرة على إنهاء الهجمات.
مقال له علاقة: صيف 2025 وزير الرياضة يؤكد أهمية تحسين خدمات مراكز الشباب
بجانب المهاجمين الصريحين، دعم النادي الأحمر صفوفه هجوميًا بلاعبين من الطراز الرفيع، بعد التعاقد مع أحمد سيد زيزو، وأشرف بن شرقي، ومحمود حسن “تريزيجيه”، في صفقات وُصفت بأنها “ضربات الموسم” لما تحمله من جودة فنية وخبرة إفريقية ودولية.
زيزو، بهدوئه وتمريراته الحاسمة، وبن شرقي، بسرعته وقدرته على خلق المساحات، وتريزيجيه، بعنفوانه الأوروبي وروحه القتالية، يشكلون مثلثًا هجوميًا قادرًا على إحداث الفارق في أي لحظة، ومع وجود هذه الأسماء، تتسع رقعة الحلول الهجومية، مما يقلل الحاجة الملحة للاعتماد على وسام أبو علي، خصوصًا وأن اللاعب لم يُظهر بعد ما يثبت أنه الخيار الأول في مركز المهاجم الأساسي.
من الناحية الفنية، قد يكون رحيل وسام أبو علي خسارة على مستوى “العمق” في التشكيلة، لكنه لن يؤثر على مستوى “الأساس”، فالأهلي لا يعاني من نقص في الحلول، بل يتمتع بتنوع وتدوير كبير، وهو ما تجلى بوضوح في الموسم الماضي، حين نجح في حصد الألقاب رغم كثرة الغيابات.
ومع ذلك، يبقى التوقيت عنصرًا حساسًا، إذ أن رحيل لاعب من القائمة الأساسية أو الاحتياطية في بداية فترة الإعداد قد يربك خطط الجهاز الفني، ويزيد العبء البدني على بقية المهاجمين، في ظل روزنامة مزدحمة بالمباريات القارية والمحلية.
ويبقى السؤال: من سيدفع الثمن؟ فنياً، يملك الأهلي بدائل كافية، ولكن رحيل وسام أبو علي، بهذه الطريقة المتوترة، قد يفقد النادي فرصة استثمار لاعب شاب وتطويره، أما اللاعب، فإن خروجه من القلعة الحمراء بهذه الطريقة، قد يُكلفه البعد عن الأضواء، والابتعاد عن فريق ينافس على البطولات بشكل دائم.
وربما تكون النهاية مفتوحة، ولكن من المؤكد أن الأهلي، بخبراته وعمقه الفني، لا يتوقف على أحد، ومن لا يدرك قيمة القميص الأحمر، قد يجد صعوبة في الحصول على فرصة مشابهة بسهولة.