في صيفٍ مليء بالانتقالات والتجديدات، عادت أزمة وسام أبو علي لتسلط الضوء على أحد أقدم الملفات في تاريخ القلعة الحمراء: الانضباط قبل الموهبة، والمبادئ فوق الأسماء

مواضيع مشابهة: محمد صلاح يعبر عن حزنه لغياب علي معلول وعمرو السولية عن الأهلي
لم تكن قرارات الأهلي يومًا ناتجة عن انفعالات أو ردود أفعال عابرة، بل هي دائمًا مستندة إلى ثوابت راسخة تشكلت عبر عقود من الخبرة والانتصارات والانكسارات، وفي مقدمتها أن الكيان فوق الجميع، هذه القاعدة التي كُتبت بحروف من نور في “أوضة اللبس”، لا تزال تحكم التعامل مع اللاعبين، سواء كانوا صاعدين أو نجوماً أو أعمدة أساسية في الفريق.
وسام أبو علي، الموهبة الشابة التي انتظرها كثيرون كمشروع مهاجم للمستقبل، أصبح اليوم محور جدل لا يرتبط بكرة القدم فقط، بل يرتبط أيضًا بالانضباط، واللوائح، والاحترام المتبادل بين اللاعب والنادي، فرغم أن أبو علي قدّم مؤشرات فنية واعدة، فإن موقفه من تجديد عقده أثار علامات استفهام عديدة، خصوصًا في ظل إصراره على الرحيل بطريقة تفتح أبوابًا مسدودة أمام الأهلي، وتضعه في مأزق قانوني وتنظيمي.
ولأن الأهلي لا يتعامل مع الأمور من منطلق رد الفعل، جاءت الرسالة حاسمة: لا أحد فوق القواعد، فالنادي لن يدخل في مساومات مع لاعبين يرفضون التوقيع وفق رؤية النادي، خاصةً إن لم يكن هناك مبرر منطقي للتصلب في المفاوضات
وحين تكون اللوائح تمنع اللاعب من الرحيل المجاني أو اللعب لنادٍ آخر داخل مصر دون موافقة الأهلي، فإن ما يحدث ليس مجرد شد وجذب، بل اختبار لهيبة النادي أمام عناصر غرف الملابس.
وهنا، تبدو الرسالة واضحة إلى الجميع داخل “أوضة اللبس”: الأهلي لا يرضخ للضغوط، من يرغب في ارتداء القميص الأحمر يجب أن يكون ملتزمًا بشروطه الفنية والانضباطية، ومن يقرر الرحيل عليه أن يفعل ذلك بطريقة تحفظ للنادي حقوقه، وتحفظ للاعب كرامته دون أن يُساء لأحد
الأهلي لا يمانع في رحيل أي لاعب طالما كان ذلك في إطار من الاحترام المتبادل والالتزام باللوائح، أما المغادرة عبر الأبواب الخلفية، فلن تكون سهلة، ولن تمر دون رد، وفي الوقت الذي يستعد فيه الفريق لبناء قوته الهجومية عبر عناصر مثل محمد شريف، وجراديشار، وتريزيجيه، وزيزو، وبن شرقي، فإن الأهلي يؤمن أن الكيان لا يتوقف على لاعب بعينه.
اقرأ كمان: موعد مباراة الترجي التونسي ضد فلامنجو البرازيلي والتشكيل المتوقع
تجربة وسام أبو علي ستكون درسًا يُدرّس لكل لاعب شاب: الالتزام والانضباط هما الطريق الوحيد لكتابة التاريخ في قلعة المبادئ