في أعقاب الأحداث الأخيرة في محافظة السويداء، حيث اندلعت اشتباكات بين قوات الأمن السوري وبعض أفراد طائفة الدروز، أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عن انتهاء مرحلة الرسالة للنظام السوري الحالي، وبدأت في تنفيذ ضربات تستهدف هيئة أركان الجيش السوري ووزارة الدفاع، بالإضافة إلى محيط قصر الشعب الرئاسي السوري.

شوف كمان: “ممر داوود” خطة إسرائيلية لإنشاء طريق يربط بين الدروز والأكراد في سوريا
كما صرح رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو بأن جيش الاحتلال وسلاح الجو التابع له يسعيان للقضاء على النظام السوري، مما يثير تساؤلات حول مصير بشار الأسد.
مواضيع مشابهة: تحذير إسرائيلي لسكان النصيرات بضرورة طرد عناصر حماس قبل فوات الأوان
أحمد الشرع.
مصير أحمد الشرع
في هذا السياق، أكد الدكتور محمد عثمان، الباحث في العلاقات الدولية، أن أزمة السويداء قد خرجت عن السيطرة بشكل كامل، بعد أن فشلت رهانات النظام السوري على استغلال التحسن في العلاقات مع الولايات المتحدة، وانحياز مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الواضح لدمشق ضد الأقليات، من أجل حسم ملف الدروز وتجريد إسرائيل من أحد أوراق الضغط التي تستخدمها لفرض شروطها على النظام.
وأوضح الدكتور محمد عثمان في حديث خاص لموقع نيوز رووم، أن النظام السوري كان يأمل في تمرير اتفاق ينهي التوتر في جنوب البلاد، ويضع ملف السويداء خلفه تمهيدًا لتفاهمات أوسع مع واشنطن، إلا أن هذه المناورة لم تنجح، حيث تدخلت إسرائيل رغم المفاوضات الجارية مع دمشق، لتحافظ على ورقة الدروز كورقة ضغط استراتيجية، وتفرض بالقوة شروطها الأمنية الخاصة بنزع سلاح الجنوب السوري.
وأشار عثمان إلى أن نظام الرئيس السوري أحمد الشرع يواجه اليوم اختبارًا صعبًا، يتمثل في اختيار أحد مسارين، إما المضي في حوار وطني شامل ينهي حالة التشتت السياسي والاجتماعي ويعيد توحيد مكونات الوطن السوري، أو الاستمرار في سياسات التصعيد تجاه الأقليات، مما قد يوفر ذريعة لتدخلات إسرائيلية سافرة، ويعزز النزعات الانفصالية، التي قد تؤدي في النهاية إلى تفسخ الدولة السورية بالكامل.
اشتباكات السويداء.
الرئاسة الروحية للدروز: السويداء أصبحت منطقة منكوبة
وصفت الرئاسة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز، اليوم الخميس، محافظة السويداء بأنها “منطقة منكوبة”، وذلك عقب هجوم دموي استهدف مدنيين في المحافظة، وأسفر عن عشرات الضحايا، مع إعلان الحداد العام، ودعت إلى إجراءات عاجلة للتخفيف من معاناة السكان.
وقال الشيخ أبو سلمان حكمت الهجري في بيان نقلته وسائل الإعلام، إن القلوب مكسورة والدموع لم تجف، في إشارة إلى حجم المأساة التي خلّفها الهجوم، الذي وصفه بـ”العمل الإرهابي الجبان” ضد مدنيين عُزّل، مضيفًا: “لقد ارتقى إخوتنا شهداء على أرض طاهرة، بوحشية لا يُقدم عليها إلا من فقد إنسانيته”
وحمّل البيان الهجوم مسؤولية إراقة دماء الأبرياء، مؤكدًا أن هذه الفاجعة ستظل جرحًا غائرًا في قلب السويداء، لكنها لن تُضعف من عزيمة أبنائها، بل ستزيدهم تمسكًا بكرامتهم وصمودهم.
ودعا الهجري إلى التكاتف المجتمعي والوقوف إلى جانب أسر الضحايا، مطالبًا باحترام أجواء الحداد، والتقليل من الزيارات في هذه المرحلة، لإتاحة المجال أمام العائلات لتضميد جراحها، ولفرق التوثيق والمساعدة الطبية لأداء واجبها.
كما طالب بفتح الطرق المؤدية إلى مناطق الأكراد لتأمين عبور المساعدات، وناشد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بالتدخل لتسهيل فتح معبر حدودي بين السويداء والأردن، لما يحمله ذلك من أهمية إنسانية ملحة في ظل الظروف الراهنة.
وختم البيان بدعوة المجتمع المحلي والدولي إلى اتخاذ خطوات فورية لدعم سكان المحافظة، وضمان إيصال المساعدات وتسهيل التواصل مع العالم الخارجي.