حظى أداء قناة السويس خلال أزمة البحر الأحمر باهتمام دولي وإشادات واسعة، حيث رصدت التقارير التحليلية والإخبارية الصادرة عن العديد من المنصات والمواقع الملاحية الدولية هذا الاهتمام في الآونة الأخيرة.

ممكن يعجبك: كامل الوزير يزور مصنعين متخصصين في صناعة الأدوية ودباغة الجلود بقويسنا
في إطار التغطية الإخبارية الدولية لعبور حاملة السيارات BYD XI’AN لقناة السويس، أشادت منصة Offshore Energy بقدرة قناة السويس على الصمود لمدة تقارب العامين في مواجهة الاضطرابات التي تفرضها الأوضاع الراهنة بمنطقة البحر الأحمر، وذلك في ظل عمليات إعادة توجيه واسعة النطاق للتجارة حول رأس الرجاء الصالح.
نجاح عبور إحدى أضخم حاملات السيارات في العالم لقناة السويس
وفي ذات السياق، أكد موقع India Shipping News أن نجاح عبور إحدى أضخم حاملات السيارات في العالم لقناة السويس يعكس المرونة التشغيلية للقناة ودورها المركزي في استيعاب عودة ظهور حاملات السيارات وسط أنماط التجارة المتغيرة بسبب اضطرابات البحر الأحمر، كما تطرق موقع Trade Winds News إلى تلك الجهود التي تعبر عن تطلع مصر إلى آسيا أملاً في زيادة حركة مرور ناقلات السيارات في قناة السويس رغم التحديات في منطقة البحر الأحمر.
في سياق آخر، أكدت دراسة أوروبية حديثة نشرتها المنصة العالمية Offshore Energy على الأهمية الاستراتيجية لقناة السويس باعتبارها الممر الملاحي الأقصر والأسرع والأكثر استدامة على المستوى الملاحي والبيئي، وذلك لما تحققه من استقرار لسلاسل الإمداد العالمية وخفض لمستوى الانبعاثات الكربونية الضارة.
وأوضحت الدراسة، التي أعدها فريق بحثي أوروبي بالتعاون مع كلية إدارة الأعمال والاقتصاد والقانون بجامعة جوتنبرغ تحت عنوان “تكاليف اضطرابات سلسلة التوريد البحري”، زيادة المخاوف البيئية مع اتخاذ العديد من الخطوط الملاحية طرقًا بديلة لقناة السويس على إثر أزمة البحر الأحمر.
وأظهرت تحليلات الدراسة ارتفاع مستوى الانبعاثات الكربونية الناجمة عن طول الرحلات وأوقات الانتظار لسفن مجموعة ميرسك، التي حولت مسارها بعيدًا عن قناة السويس إلى 44574 طن في فترة تعليق الملاحة المؤقت بقناة السويس في مارس 2021 خلال أزمة جنوح السفينة “إيفرجيفين”.
وتستهدف الدراسة الاستفادة من النتائج واستخدامها كمعطيات تساهم في تحليل أثر أزمة البحر الأحمر على حركة التجارة العالمية في الوقت الراهن.
وتؤكد هيئة قناة السويس ريادتها في مجال الاستدامة البحرية بتحقيق وفرا في الوقت والمسافة مقارنةً بالمسارات البديلة، مما يساهم في خفض استهلاك الوقود بنسب تتراوح من 10 إلى 90% وفقًا لمينائي القيام والوصول، وما يترتب عليه من خفض الانبعاثات الكربونية الضارة.
مواضيع مشابهة: خبير اقتصادي يؤكد أن استمرار الكهرباء يعد إنجازاً يُنسب للكهرباء وليس للبترول
وتشير التقارير الملاحية لقناة السويس إلى مساهمة القناة في خفض انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون من السفن بحوالي 55.4 مليون طن خلال عام 2023 مقارنة بالمسارات البديلة، وتوفير الوقود بحوالي 16.9 مليون طن.
كما توضح التقارير الرسمية للقناة زيادة حجم الانبعاثات العالمية الناتجة عن الشحن البحري خلال عام 2024 بحوالي 33.3 مليون طن، إلى جانب ارتفاع في استهلاك الوقود بحوالي 10.2 مليون طن، وذلك نتيجة إبحار العديد من الخطوط الملاحية بطريق رأس الرجاء الصالح بدلاً من قناة السويس بسبب التحديات الأمنية بمنطقة البحر الأحمر.