انسحاب العشائر من السويداء.. هل هي نهاية المعركة أم مجرد هدنة مؤقتة؟

أفاد سكان السويداء في سوريا، صباح الأحد، بعودة الهدوء الحذر إلى المدينة بعد إعلان الحكومة التي يقودها الإسلاميون انسحاب مقاتلي العشائر البدوية من المدينة ذات الأغلبية الدرزية، في وقت كثفت فيه الولايات المتحدة دعواتها لإنهاء القتال المستمر منذ أيام.

انسحاب العشائر من السويداء.. هل هي نهاية المعركة أم مجرد هدنة مؤقتة؟
انسحاب العشائر من السويداء.. هل هي نهاية المعركة أم مجرد هدنة مؤقتة؟

موجة عنف دامية أسفرت عن مقتل مئات الأشخاص

كانت السويداء قد شهدت موجة عنف دامية أسفرت عن مقتل مئات الأشخاص، ما شكل اختبارًا حاسمًا للرئيس المؤقت أحمد الشرع، ودفع إسرائيل لشن غارات جوية الأسبوع الماضي، معلنة دعمها للدروز، ورغم إعلان وقف إطلاق النار، تواصلت الاشتباكات حتى السبت.

أعلنت وزارة الداخلية السورية، في وقت متأخر من مساء السبت، انسحاب المقاتلين البدو، وهو ما أكده السكان مع شروق شمس الأحد، حيث لم تُسمع أصوات إطلاق النار، وأظهرت صور لوكالة “رويترز” قوات الأمن وهي تغلق الطرق في إحدى مناطق المدينة، بينما تجمع أفراد من العشائر في المكان.

قال كنان عزام، وهو طبيب أسنان من السويداء، لوكالة “رويترز”، إن الوضع يشهد “هدوءًا مشوبًا بالتوتر”، لافتًا إلى أن السكان ما زالوا يعانون من انقطاع المياه والكهرباء، فيما المستشفيات خارجة عن الخدمة والجثث والجرحى منتشرين في أرجاء المدينة.

من جانبه، قال أحد سكان السويداء، رائد خزعل، إن المدينة بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية، موضحًا أن المنازل مدمرة ورائحة الجثث تفوح في المستشفى الوطني.

في المقابل، أكدت الولايات المتحدة أنها لا تؤيد الغارات الإسرائيلية، رغم سماح القوات السورية بدخول محدود إلى منطقة السويداء لمدة يومين.

قوات الأمن الداخلي انتشرت حول المدينة

كشف مصدر أمني سوري لـ”رويترز” أن قوات الأمن الداخلي انتشرت حول المدينة، وأقامت حواجز في المناطق الشرقية والغربية من المحافظة، حيث تجمعت بعض الفصائل العشائرية المنسحبة، مضيفًا أن بعض هذه المجموعات عادت إلى دمشق ومناطق الشمال.

وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد أسفرت الاشتباكات منذ الأسبوع الماضي عن مقتل ما لا يقل عن 940 شخصًا في محيط السويداء، فيما لم تتمكن “رويترز” من التحقق من هذه الأعداد بشكل مستقل.

من جانبه، قال المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم باراك، إن “الفظائع التي ترتكبها الفصائل المتحاربة تقوض سلطة الحكومة وتزعزع أي مظاهر للنظام”، داعيًا جميع الأطراف إلى وقف القتال والتخلي عن دوامة الانتقام القبلي، مشددًا على أن “سوريا تقف عند مفترق طرق حاسم.. ويجب أن يسود السلام والحوار فورًا”.

يُذكر أن الدروز يشكلون أقلية دينية مؤثرة في سوريا وإسرائيل ولبنان، ويتبعون ديانة منشقة عن أحد فروع الإسلام الشيعي، فيما يعتبرهم بعض المتشددين السنة أصحاب معتقدات كافرة.

تعود جذور الاشتباكات إلى الأسبوع الماضي، حين اندلعت مواجهات بين مقاتلين دروز وبدو، قبل أن تتدخل القوات الحكومية في محاولة لاحتواء العنف، لكنها تورطت لاحقًا في عمليات انتهاك بحق المدنيين الدروز، بحسب السكان الذين تحدثوا عن عمليات إعدام ميدانية داخل البيوت أو في الشوارع، نفذها جنود سوريون يمكن التعرف عليهم من زيهم العسكري وشعاراتهم.

في خطاب الخميس الماضي، وعد الرئيس أحمد الشرع بحماية حقوق الدروز ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، ملقيًا باللوم على “عصابات خارجة عن القانون”.

كانت إسرائيل قد شنت الأسبوع الماضي غارات على قوات الحكومة السورية في السويداء، كما استهدفت وزارة الدفاع في دمشق، وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، أن إسرائيل وضعت سياسة تطالب بنزع السلاح من منطقة تمتد من الجولان المحتل حتى جبل الدروز شرق السويداء، مشددًا على التزام إسرائيل بحماية الدروز.